الناشط المضرب عمر عساف يتحدث لراية
إرادة أقوى من الجوع... ناشطون وقيادات يواصلون الإضراب إسنادا لغزة
خاص - راية
قال الناشط والكاتب السياسي عمر عساف، إن الإضراب المفتوح عن الطعام الذي بدأه عدد من النشطاء في رام الله قبل أربعة أيام، يأتي كصرخة في وجه الصمت الدولي على المجازر والمجاعة التي تطال الفلسطينيين في قطاع غزة، مشددًا على أن هذه الخطوة تعبّر عن رفض حالة التقاعس، ومحاولة لتكفير عن التقصير الشعبي في الضفة الغربية خلال 22 شهراً من العدوان المستمر.
وأوضح عساف لـ"راية" أن هذه المبادرة لم تأتِ فجأة، بل جاءت ضمن سلسلة فعاليات تضامنية بدأت خلال الأسبوع الماضي، وبلغت ذروتها بإعلان الإضراب يوم الخميس، بعدما التقى نشطاء من الضفة الغربية وآخرون من داخل الخط الأخضر خلال زيارة لمخيمي طولكرم ونور شمس، ليتقرر البدء الفوري بالإضراب. وأشار إلى أن عدد المشاركين ارتفع من 7 إلى أكثر من 25 شخصًا.
وأكد عساف أن هذه الخطوة تهدف لإيصال رسالة إلى العالم بأن الصمت الدولي هو شراكة في الجريمة، وأن ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة يستدعي تحركًا عاجلًا من منطلق العدالة الإنسانية، قائلًا: "لو أن ما يجري في غزة حدث في بلد آخر، لتم تطبيق المادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة واستخدام القوة لوقف المجازر".
وأضاف: "الاحتلال الإسرائيلي محمي أمريكيًا وغربيًا، ما يجعله فوق القانون، وهذا ما يدفعنا اليوم إلى رفع صوتنا عاليًا لنقول للعالم إن الوقت حان للعدالة، وإن هذه الجريمة ينبغي أن تتوقف".
وأشار عساف إلى أن الإضراب بدأ يأخذ طابعًا جماهيريًا أوسع، حيث انضمت إليه "شبكة المنظمات الأهلية" ومجموعات أخرى، مع دعوات متزايدة لتوسيع نطاق الإضراب في مدن أخرى في الضفة الغربية.
وحول الوضع الصحي للمضربين، قال عساف إنهم أجروا فحوصات طبية على يد طاقم من "الإغاثة الطبية"، وإن حالتهم الصحية جيدة حتى الآن. وأضاف: "في اليومين الأول والثاني شعرت ببعض التعب، لكن في اليومين الثالث والرابع باتت الإرادة أقوى، والشعور بالواجب الوطني يخفف من الألم".
وتحدث عساف عن تواصله مع الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، الذي يشارك هو الآخر في الإضراب، وقال: "طلبنا منه التوقف حفاظًا على صحته، لكنه رفض وأكد أن أهالي غزة ينظرون إلى هذا الحراك بفخر واعتزاز".
وأكد عساف أن ما يحدث في غزة لا يمكن عزله عن ما يجري في الضفة الغربية، مشيرًا إلى تهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني من مخيمات شمال الضفة، وتصاعد الاستيطان، وتدمير البنى التحتية في الأغوار ومناطق أخرى.
وختم حديثه برسالة إلى أهالي غزة: "مصيرنا واحد، وطريقنا واحد، ولا خيار أمامنا إلا مواجهة الاحتلال والدفاع عن حقوقنا. أنتم طليعة النضال، وأنتم الرواد، ونحن معكم ومعاناتكم هي معاناتنا".
ودعا أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والشتات إلى تحمّل مسؤولياتهم ورفع الصوت عاليًا لوقف الجريمة، مؤكدًا أن "ما يحدث اليوم في غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وقد آن الأوان ليتحرك الضمير العالمي".