الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:20 AM
الظهر 12:46 PM
العصر 4:26 PM
المغرب 7:44 PM
العشاء 9:10 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

من شاطئ الفرح إلى مخيم الخوف: البحر يتحول لمأوى قسري للنازحين بغزة

مئات الآلاف من النازحين قسرا إلى بحر غزة
مئات الآلاف من النازحين قسرا إلى بحر غزة

غزة - رغد إيهاب الغصين 

على رمال بحر غزة، حيث كان الضحك يُغني المدى، وتملأ رائحة الذرة المشوية وأكواب الشاي على الجمر دفء المكان، تغيّر المشهد تمامًا.

البحر الذي كان يومًا مزارًا للعائلات الباحثة عن متعة الصيف البسيطة، تحوّل إلى مخيم نزوح مفتوح، يأوي عشرات آلاف العائلات الهاربة من جحيم الحرب.

"مش مكان للراحة... بس ما إلنا غيره"، تقول أم محمود العثامنة (45 عامًا)، نازحة من بيت حانون شمال القطاع، وهي تفرش غطاء مهترئًا قرب خيمة جمعتها من قصاصات نايلون وقماش بالٍ.

وتضيف بحزن: "زمان كنا نجي ننبسط ونحتفل على البحر، اليوم جايين نهرب من الموت".

بحر بلا أمان ولا نور

المشهد ليلاً في الشاطئ لا يقلّ قسوة. "في الليل، البحر بيصير مخيف، ظلام دامس، ولا فيه نقطة ضوء، ولا ذرة أمان"، يروي محمد عوض (22 عامًا) الذي نزح مع أسرته إلى الشاطئ. "أصوات بكاء الأطفال، وصرخات الخوف، تختلط بموج البحر... الرمل صار وسادة لناس مش لاقية مكان تنام فيه".

البحر الذي كان محطة للفرح والاحتفال، بات ملجأ اضطراريًا لا يوفر الحد الأدنى من شروط الحياة. لا مياه شرب، لا مراحيض، لا رعاية صحية. فقط الرمل والانتظار... وانتظار لا أحد يعلم نهايته.

تحذيرات صحية وبيئية خطيرة

تشير تقارير ميدانية إلى تدهور الوضع الصحي والبيئي في مناطق النزوح على شاطئ البحر. آلاف العائلات تعيش في ظروف غير صحية، ما أدى إلى تفشي الأمراض الجلدية والمعدية، خاصة مع غياب مياه نظيفة وصرف صحي مناسب. الأطفال يتشاركون الرمل مع القمامة، وتتحول الشمس الحارقة إلى خطر يومي يهدد حياة النازحين.

منظمات حقوقية ومحلية حذرت من تفاقم الكارثة، مشيرة إلى أن البيئة البحرية لا تصلح بأي حال لتكون مقرًا طويل الأمد للإقامة، خاصة مع استمرار الحرب وتزايد أعداد النازحين.

مأساة تحت ضوء الشمس

بين موجةٍ وأخرى، تتكشف ملامح واقع فرضه النزوح. البحر لم يعد الأزرق الجميل، بل بات شاهدًا على كارثة إنسانية يعيشها سكان غزة، الذين لم يجدوا ملاذًا سوى شاطئ مدينتهم التي تُقصف من كل اتجاه.

فوق الرمال، تنصب الخيام المهترئة، وتحتها تُدفن الخصوصية والكرامة، وتُحاصر العائلات بالأسئلة: إلى متى؟ وأين المفرّ؟

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، نزح مئات الآلاف من السكان من شمال ووسط القطاع، في ظل تدمير البنية التحتية وموجات القصف العنيف، ما دفع آلاف العائلات إلى اللجوء إلى الشواطئ، بحثًا عن أمان مفقود.

Loading...