إعلامي مصري يكشف لراية: هناك تفاهمات سرية لإعادة تشكيل واقع غزة

في تحول دراماتيكي أثار تساؤلات واسعة، غيّر الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفه من أزمة التجويع في قطاع غزة خلال أقل من 24 ساعة، حيث انتقل من القول بعدم وجود "قرائن على تجويع السكان" إلى التأكيد على وجود "أزمة إنسانية حقيقية تتطلب التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح".

واعتبر الدكتور حسام فاروق، المحاضر في الإعلام السياسي وتحليل المضمون، أن هذا التبدّل السريع في التصريحات الأمريكية يعكس ضغوطًا دولية وإعلامية متزايدة، خاصة بعد تصاعد الصور والفيديوهات التي توثق موت المدنيين جوعًا في القطاع.

وقال فاروق في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية إن "العالم كله بات يرى الكارثة بالصوت والصورة، ولم يعد هناك مجال للإنكار أو التهرب من المسؤولية الأخلاقية والقانونية."

جوع موثّق وصور لا تُنكر

وأوضح د. فاروق أن التقارير الميدانية تشير إلى وفاة أكثر من 120 مدنيًا بسبب الجوع المباشر، إضافة إلى ضحايا سقطوا خلال محاولاتهم الوصول إلى شاحنات الإغاثة أو في مواقع الإنزال الجوي.

واعتبر أن تصريحات ترامب الأخيرة ما هي إلا محاولة لمجاراة الرأي العام العالمي، الذي بات يرى في الموقف الأمريكي دعمًا ضمنيًا لحصار وتجويع غزة "ترامب تراجع تكتيكيًا... لكنه لم يغير شيئًا فعليًا على الأرض."

وانتقد فاروق بشدة عمليات الإنزال الجوي، موضحًا أنها غير مجدية: "كل خمس عمليات إنزال لا تعادل سوى شاحنة صغيرة، بينما غزة تحتاج إلى ما بين 500 و700 شاحنة يوميًا لسد الحد الأدنى من الاحتياج."

تفاهمات سرية وخطط مريبة

وحول تصريحات ترامب بشأن إنشاء مراكز لتوزيع المساعدات، كشف د. فاروق أن ذلك يشير إلى وجود تفاهمات سرية بين واشنطن وتل أبيب، ترتكز على خطة لإعادة رسم خريطة غزة ديموغرافيًا.

وتابع: "المخطط الأمريكي يتجه نحو جعل غزة مكانًا غير صالح للحياة، بهدف دفع الفلسطينيين للتكدس في مناطق محددة ثم دفعهم إلى البحر أو التهجير."

وأضاف د. فاروق أن ما يحدث ليس فقط أزمة إنسانية بل هندسة سياسية مبيّتة تحت غطاء "المساعدات" و"الهدن"، هدفها النهائي تفريغ القطاع من سكانه.