الخليلي تشارك في الحوار الإقليمي العربي حول منهاج عمل بيجين +30

أكدت وزيرة شؤون المرأة، منى الخليلي، أن العدالة ليست خياراً سياسياً، بل حق إنساني لا يسقط بالتقادم، وواجب دولي تجاه النساء الفلسطينيات تحت الاحتلال". وأضافت أن أصوات النساء تعلو لتؤكد أن التنمية الحقيقية لا تبنى على أشلاء الضحايا، بل على الكرامة، والسيادة، والمساواة.
وجاء ذلك خلال مشاركة د. الخليلي في الحوار الإقليمي العربي حول إعلان ومنهاج عمل بيجين +30، الذي نفذته هيئة الأمم المتحدة للمرأة – القاهرة، اليوم عبر تقنية "زووم" الافتراضية، بمشاركة 107 من الآليات الوطنية العربية المعنية بنهوض المرأة ومؤسسات دولية ومجتمع مدني عربي، والذي هدف إلى إطلاع الدول الأعضاء على إعلان ومنهاج عمل بيجين وخطة العمل لما بعد 30 عاماً، وتشجيعها على تقديم تعهدات وطنية للعمل خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقدم الحوار الإقليمي العربي الدكتور معز دريد، المدير الإقليمي بالإنابة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث أشار في كلمته الافتتاحية إلى أن ما تحقق حتى الآن في تنفيذ منهاج بيجين يمثل إنجازا نوعيا، رغم التحديات المستمرة. وأكد أن هذا اللقاء التمهيدي يأتي في سياق التحضير لمحطات دولية مهمة، من بينها الدورة الثمانون للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، واللقاء العالمي للقادة بمناسبة مرور 25 عاماً على القرار 1325 في تشرين الثاني من العام الحالي.
كما قدم د. دريد عرضاً تقديمياً حول خطة إعلان ومنهاج عمل بيجين +30، سلط فيه الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه النساء، لا سيما في سياق العنف القائم على النوع الاجتماعي، مشدداً على الحاجة إلى حماية قانونية خاصة في سياق الحروب والنزاعات، وفي ظل الأعداد المتزايدة للضحايا من النساء والفتيات. وأضاف: "نحن اليوم على مفترق طرق، وآن الأوان لتغيير الواقع عبر تمويل مخصص، وسياسات قائمة على البيانات، وشراكات تستثمر في النساء والشباب على حد سواء. وأكد أن مؤتمر المناخ القادم سيكون أيضا محطة مفصلية لوضع المرأة في صلب جدول الأعمال العالمي.
من جانبها، عبّرت السيدة نيارادزاي غومبونزفاندا، نائبة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن تضامنها مع نساء وفتيات فلسطين، مشيرة إلى الألم الإنساني العميق الناجم عما يجري في قطاع غزة ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، معتبرة أن التنمية لا يمكن أن تزدهر إلا في عالم يعمه السلام والكرامة الإنسانية. وشددت على أن الأولويات الإقليمية في المرحلة القادمة يجب أن تركز على: القضاء على الفقر، إنهاء العنف ضد النساء، ضمان مشاركة عادلة في صنع القرار، تعزيز الأمن والسلام، تحقيق العدالة المناخية، حماية حقوق الملكية والعمل، وضمان إدماج النساء في الثورة الرقمية.
وخلال مداخلتها، استعرضت الخليلي التزام دولة فلسطين التاريخي بمنهاج عمل بيجين، وترجمة هذا الالتزام إلى استراتيجيات وطنية شاملة، شملت مكافحة العنف ضد النساء والفتيات، التمكين الاقتصادي، وتعزيز الحماية من عنف الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه الجهود تتكامل ضمن خطط وطنية واضحة، رغم ما تواجهه من تحديات سياسية واقتصادية وإنسانية.
وسلطت الضوء على التداعيات الكارثية للعدوان الإسرائيلي وشددت على أن الحكومة الفلسطينية، ووزارة شؤون المرأة بشكل خاص، تواصل العمل على تعزيز استجابة وطنية متعددة القطاعات، تشمل الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني، والتمكين الاقتصادي للنساء المتضررات، إلى جانب توثيق الانتهاكات كجزء من ملفات المساءلة الدولية، وضمان إشراك النساء في جهود إعادة الإعمار وصياغة السياسات.
واختتمت الوزيرة مداخلتها بنداء إلى الدول العربية الشقيقة وشركاء التنمية والمجتمع الدولي، طالبت فيه بضرورة الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي فوراً، ودعم الخطط الوطنية من خلال تمويل مرن ومستدام يرتكز إلى أولويات النساء والفتيات، وضمان شمول السياقات الخاصة بفلسطين في أجندة ما بعد بيجين +30، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من نضال نساء المنطقة من أجل العدالة والكرامة والمساواة.
وفي كلمته الختامية، أكد الدكتور معز دريد على المضي قدما بتنفيذ الخطة الخاصة بمنهاج عمل بيجين و12 مجالاً رئيسياً للاهتمام، التي تهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات. والتي تشمل: الفقر، التعليم، الصحة، العنف ضد المرأة، النزاعات المسلحة، الاقتصاد، السلطة وصنع القرار، الآلية المؤسسية لنهوض المرأة، حقوق الإنسان للمرأة، الإعلام، البيئة، والطفلة وانسجاما مع اهداف التنمية المستدامة