قضايا في المواطنة
"عامان بلا توجيهي".. نكسة تعليمية تهدد مستقبل طلاب غزة

ناقش برنامج "قضايا في المواطنة" الذي تبثه شبكة "راية" الإعلامية قضية غاية في الحساسية تتعلق بحرمان طلبة قطاع غزة من تقديم امتحانات الثانوية العامة للعام الثاني على التوالي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتداعياته الكارثية على القطاع التعليمي.
وشارك في الحلقة كل من المهندس علي نعيرات، منسق التعليم لطلبة غزة في وزارة التربية والتعليم، ورفعت الصباح، المدير العام لمركز إبداع المعلم، وفاطمة الزرد، طالبة من غزة.
علي نعيرات: نعمل على ضمان العدالة لطلبة غزة
قال المهندس علي نعيرات إن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تولي اهتمامًا بالغًا بقضية طلبة قطاع غزة المحرومين من تقديم امتحانات "التوجيهي"، مشيرًا إلى أن أكثر من 39 ألف طالب وطالبة لم يتمكنوا من تقديم الامتحانات هذا العام، بعد أن كانوا قد حُرموا منها أيضًا العام الماضي.
وأضاف: "التعامل مع طلاب غزة يتم من منطلق إنساني ووطني. نحن لا ننظر إليهم كأرقام، بل كقصص وحيوات مهددة، ونعمل على إيجاد حلول تراعي العدالة وتكافؤ الفرص."
وأوضح نعيرات أن الوزارة تدرس عدة خيارات، منها عقد دورة استثنائية لطلبة غزة في حال توفرت الظروف، أو اعتماد نموذج تقييم خاص، مؤكدًا أن كل السيناريوهات تُبنى على أسس علمية وتربوية لضمان عدم المساس بحقوق الطلبة مقارنة بزملائهم في باقي المناطق.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة التعليمية، بسبب تدميره للمدارس ومنع إدخال المواد التعليمية واستهدافه للطلبة والمؤسسات التربوية.
رفعت الصباح: نحن أمام جريمة حرمان تعليمي جماعي
من جهته، قال رفعت الصباح، المدير العام لمركز إبداع المعلم، إن ما يحدث في غزة هو حرمان جماعي ممنهج من الحق في التعليم، وهو لا يمس طلبة الثانوية العامة فحسب، بل يشمل أكثر من نصف مليون طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية.
وأضاف الصباح: "نحن أمام انقطاع قسري عن التعليم، يتجاوز الفاقد الأكاديمي ليصل إلى تهديد حقيقي للنسيج المجتمعي الفلسطيني. لا يمكن لأي مجتمع أن يصمد إذا حُرم جيله من التعليم لعامين متتاليين."
وطالب الصباح بخطة وطنية طارئة لإنقاذ التعليم في غزة، تتضمن تدخلات عاجلة على مستوى البنية التحتية، والدعم النفسي للطلبة، وتوفير البدائل التكنولوجية والتعليمية.
وقال: "الحلول لا يمكن أن تبقى تقليدية أو إسعافية، بل يجب أن تكون جذرية ومبنية على الشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية".
فاطمة الزرد: أشعر أن مستقبلي سُرق مني
أما فاطمة الزرد، وهي طالبة في الصف الثاني عشر من قطاع غزة، فقدمت شهادة مؤثرة عن واقع الطلبة، قائلة: "أنا طالبة مجتهدة، وكنت أستعد للتوجيهي منذ سنوات، لكن الحرب سرقت أحلامي."
وأضافت: "لا ذنب لنا نحن الطلبة في ما يحدث. نعيش كل يوم بين النزوح والقصف، ولا نعرف ما إذا كنا سنتمكن من العودة إلى مقاعد الدراسة."
وطالبت فاطمة بأن يتم التعامل مع طلبة غزة كضحايا يستحقون الإنصاف، قائلة: "نريد من المسؤولين أن يسمعونا. لا نريد أن نُنسى أو نُعامل وكأننا خارج المنظومة التعليمية."
لا مكان للتأجيل.. المستقبل على المحك
خلصت الحلقة إلى أن حرمان طلبة غزة من امتحانات التوجيهي للعام الثاني على التوالي ليس أزمة تعليمية فحسب، بل أزمة وجودية تهدد مستقبل جيل بأكمله. وطالب المشاركون بتحرك وطني ودولي فوري لضمان الحق في التعليم، وتوفير خطة إنقاذ شاملة، قبل فوات الأوان.
وبرنامج "قضايا في المواطنة" هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة " REFORM " ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.
وفيما يلي الحلقة كاملة: