خاص| “الدراجات النارية.. موتٌ متنقّل يهدد أرواح الشباب والمارة”
في ظل ازدياد أعداد الدراجات النارية في شوارعنا الفلسطينية، يُثار القلق بشكل متصاعد حول خطورتها، خصوصًا في ظل غياب الرقابة القانونية وتهاون البعض في التعامل معها كوسيلة نقل تتطلب شروطًا واضحة للسلامة.
المهندس نافذ الشعراوي، الخبير والمستشار في شؤون السلامة والصحة المهنية، أوضح خلال حديثه لإذاعتنا، أن أعداد الدراجات النارية باتت كبيرة جدًا، وتشهد تصاعدًا ملحوظًا بين فئة الشباب، وخاصة المراهقين، حيث يتم بيع هذه الدراجات في الأسواق دون قيود أو ضوابط قانونية، ما يجعلها وسيلة خطرة في أيدٍ غير مؤهلة.
وأضاف الشعراوي أن بعض هذه الدراجات تصل سرعتها إلى أكثر من 50 كيلومترًا في الساعة، وهو رقم مرتفع مقارنة بأعمار من يقودونها، في إشارة إلى فئة الأطفال والمراهقين الذين يفتقرون في الغالب إلى الوعي الكامل بمسؤولية القيادة وأسس السلامة العامة.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا مضاعفًا، لا يقتصر على السائق وحده، بل يتعداه ليطال المارة والسائقين الآخرين، مؤكدًا أن غياب الرخص وعدم الالتزام بمتطلبات الأمان يُحول هذه الدراجات إلى “موت متنقّل” على الطرقات.
وشدد الشعراوي على أن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق التجار الذين يبحثون عن الربح بأي ثمن، بل تبدأ أولًا وأخيرًا من الأسرة، وتحديدًا أولياء الأمور الذين يتغاضون عن خطورة ترك أبنائهم يقودون تلك الدراجات دون مراقبة أو توجيه.
كما دعا الجهات الرسمية المختصة إلى سن قوانين صارمة وواضحة لضبط سوق الدراجات النارية، وتنظيم استخدامها، لضمان الحد من الحوادث وضمان سلامة الجميع.
واختتم الشعراوي حديثه بالتنويه إلى أهمية الالتزام بمحورين أساسيين عند استخدام الدراجة النارية، هما: السلامة الآمنة للسائق من جهة، وارتداء التجهيزات الوقائية اللازمة من خوذة وغيرها من معدات الحماية الشخصية من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الأدوات ليست خيارًا بل ضرورة لحماية الأرواح