مفتي القدس لراية: لا يوجد "وضع قائم" في الأقصى والاقتحامات تتسع كماً ونوعاً
حذّر مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، من خطورة الاقتحام الأخير للمسجد الأقصى، والذي وصفه بأنه "الأكبر منذ عام 1967"، نظراً لحجم المشاركين فيه من شخصيات رسمية إسرائيلية، ونوعية الطقوس التي أُديت، وتوسعها في أماكن جديدة داخل الحرم القدسي الشريف.
وأكد الشيخ حسين أن الحديث عن "الوضع القائم" في الأقصى لم يعد دقيقاً، مشيراً إلى أن الاحتلال بات يفرض واقعاً جديداً يغيّر معالم المسجد الإسلامي.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن أي اقتحام للمسجد الأقصى هو اعتداء على حق المسلمين فيه، وعلى قدسية وحرمة هذا المسجد الذي هو مسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحد.
وأضاف: "منذ عام 1967 وحتى اليوم، تتوالى هذه الاقتحامات، وهي في حقيقتها اعتداءات صارخة تمسّ قدسية المسجد، وتؤذي مشاعر المسلمين جميعاً، لأن الأقصى يرتبط بهم عقائدياً من خلال معجزة الإسراء والمعراج، وعبادياً من خلال شدّ الرحال وأداء الصلوات فيه، وحضارياً وتاريخياً كونه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال".
وتابع: "الاقتحام الذي جرى بالأمس بهذا الحجم الكبير من المشاركين، ونوعية الأفعال التي حصلت، كرفع الأعلام والغناء والرقص، وأداء طقوس غريبة كـ"السجود المنحني"، هي جميعاً أمور دخيلة ومستنكرة تماماً في باحات المسجد الأقصى".
ولفت الشيخ حسين إلى خطورة مشاركة شخصيات رسمية إسرائيلية في الاقتحام، قائلاً: "أن يقود هذه الاقتحامات وزراء وأعضاء كنيست وحاخامات، فذلك يحمل دلالة سياسية خطيرة، ويكشف نية الاحتلال العبث المتعمّد بالوضع الديني القائم في المسجد".
وأشار إلى أن الطقوس هذا العام امتدت إلى مناطق جديدة في باحات المسجد، لم تكن تُمارس فيها هذه الممارسات من قبل، مثل الجهة الغربية لقبة الصخرة، مع أداء صلوات تلمودية وتوراتية بشكل علني، في سابقة عدوانية جديدة.
وعند سؤاله عما إذا كنا نشهد مرحلة تغيير حقيقية في الوضع القائم، أجاب: "لو قارنا بين ما كان عليه الوضع القائم قبل 10 أو 20 سنة، وبين ما يحدث الآن، لرأينا فرقاً هائلاً. ما يجري هو مسّ مباشر بهذا الوضع. في السابق لم يكن المتطرفون يدخلون المسجد إطلاقاً، وإن دخلوا كانوا يمرّون مروراً سريعاً بلا أداء أي طقوس. أما اليوم، فالاقتحامات تتم على مرأى الاحتلال وبرعايته".
وأردف قائلاً: "مع الأيام، تم انتهاك الوضع القائم وتجاوزه، لذلك لا نستطيع الحديث عن وضع قائم كما عهدناه. ما يجري اليوم هو تغيير كامل وخطير، بل إنه إلغاء فعلي للوضع القائم وفرض واقع جديد".
وأكد الشيخ حسين أن الأقصى مسجد إسلامي خالص، ولا يصحّ التهاون في أي تصرّف يحصل فيه، سواء كان كبيراً أو صغيراً، لأنه يمسّ جوهر الوضع الديني والتاريخي للمسجد.
واستطرد قائلاً: "في الأمس، مُنع المسلمون من دخول المسجد، بينما فُتح على مصراعيه للمقتحمين ليرفعوا الأعلام ويغنوا ويؤدوا طقوسهم التلمودية. فهل هذا وضع قائم؟ هذه وقائع تثبت أن الحديث عن الوضع القائم صار نوعاً من التجمّل الزائف أمام العالم".
وختم حديثه لراية بالقول: "نحن أمام اجتهادات احتلالية مستمرة لفرض واقع جديد ينفي الوضع القائم، ويُدخل المسجد الأقصى في حالة خطرة من التغيير القسري المتعمّد".