خاص| الاحتلال يهدد باجتياح كامل لغزة.. والغزيون مشغولون بالمجاعة

في وقت تتفاقم فيه المجاعة في قطاع غزة، وتحت أعين الاحتلال الذي يرفض تأمين ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، يتكرر مشهد الكارثة. فقد استشهد ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا، نتيجة تدافع المواطنين حول شاحنة مساعدات انقلبت فوقهم في منطقة وعرة، في ظل غياب أي إجراءات أمنية أو إنسانية من قبل سلطات الاحتلال.
في حديث خاص لــ"رايــة"، قال الصحفي محمد أبو قمر، رئيس تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية، إن "ما جرى اليوم ليس مجرد حادث تدافع بل نتيجة مباشرة لتعمد الاحتلال إدخال شاحنات المساعدات من مناطق وعرة جدًا، سبق وأن تعرضت للقصف، وليست مهيأة لتوزيع المساعدات الإنسانية".
وأضاف: "انقلبت الشاحنة بمن فيها على من حولها، بسبب التدافع وفقدان السائق للسيطرة، ما أدى إلى ارتقاء 20 شهيدًا. الاحتلال، وإن لم يقتلهم بشكل مباشر، فقد وفر كل العوامل التي تؤدي إلى مقتل الفلسطينيين".
وتابع: "الاحتلال لا يزال يرفض تأمين المساعدات أو إدخالها لمناطق آمنة، في خطوة تكرّس سياسة ممنهجة للتجويع والترويع".
حول التهديد باحتلال غزة بالكامل، قال أبو قمر: "مزاج الشارع الفلسطيني تغيّر تجاه التهديدات الإسرائيلية المستمرة. منذ بداية الحرب، والاحتلال يلوّح بالسيطرة على غزة ولم ينجح. ما جرى في أكتوبر الماضي، ثم في يناير، ومن بعده في مايو عبر عربات جدعون، كلّها محاولات فاشلة".
وأوضح: "المواطن الغزي اليوم منشغل بكيفية تأمين رغيف الخبز، لا بما يُقال عن مخططات احتلال. لأن الاحتلال فعليًا يسيطر الآن بالنار على 75 إلى 80% من مساحة القطاع".
وأضاف أبو قمر: "غالبية السكان يتكدسون في 20 إلى 25% من القطاع، غرب غزة والوسطى وخانيونس. الاحتلال دمّر مناطق كثيرة من الجو دون تواجد عسكري دائم على الأرض. مناطق مثل شمال القطاع، من يدخلها يُستهدف فورًا بالقصف".
وتابع: "جيش الاحتلال يعتمد أسلوب التجزئة: من الشمال إلى الجنوب، إلى رفح، ثم العودة للشرق، دون قدرة على السيطرة الكاملة. معظم سيطرته نارية وليست ميدانية".
وحول مقاومة الاحتلال لفرض واقع جديد، قال: "رغم مرور 22 شهرًا من الحرب، وفشله في استكمال أي عملية أعلن عنها، مثل عربات جدعون أو السيطرة على رفح، تبقى المفاجآت الميدانية للمقاومة سببًا رئيسيًا في إرباك الاحتلال".
وأكد: "رغم أن الاحتلال يحاول تقليل تكلفة الحرب البشرية لديه، إلا أنه اعترف بمقتل أكثر من 40 جنديًا في غزة خلال الشهور الماضية. أي محاولة لاحتلال كامل تعني مواجهة مباشرة مع المدنيين والمقاومة، وقد تكون الخسائر فادحة".
وختم: "لا يوجد تصور واضح لدى الاحتلال لما يعنيه الاحتلال الكامل. هل سيسيطر على السكان؟ أم ينفذ تهجيرًا؟ الشارع الغزي لا يرى هذه التهديدات جديدة، بل استمرار لحالة حرب مستمرة منذ عامين".