خاص| نوبات الهلع: صدمة نفسية جماعية في زمن الحرب.. كيف نواجهها؟
في ظل ما يعانيه الفلسطينيون من ويلات الحرب وأخبار التهجير والخوف من المستقبل المجهول، أصبحت نوبات الهلع حالة شائعة تصيب العديد من الناس.
فمن التعليقات اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التفاعل الحسي مع الأخبار والصور، يمر كثيرون بأعراض شديدة يجهلون ماهيتها. فهل نوبات الهلع مرض خطير؟ وكيف نفرقها عن غيرها من الحالات النفسية؟ وما الذي يمكن فعله لحظة الإصابة بها؟
في حديث خاص لـ"رايــة"، تشرح الدكتورة ريم أبو حويج، مديرة وحدة الخدمات النفسية في مستشفى المطلع، ومحاضرة في جامعة دار الكلمة، الفرق بين نوبات الهلع والقلق وتقدم خطوات عملية للتعامل معها.
وتقول الدكتورة أبو حويج: نوبات الهلع هي حالة مفاجئة وشديدة من القلق والخوف، تحدث بشكل مفاجئ وتستمر ما بين خمس دقائق إلى نصف ساعة. يشعر الشخص خلالها بأعراض جسدية حادة مثل تسارع ضربات القلب، ضيق بالتنفس، تعرق، رجفة في الأطراف، شعور بالدوخة أو التنميل، وفي بعض الأحيان الغثيان أو الانفصال عن الواقع.
توضح الدكتورة ريم أن العديد من الأشخاص يعتقدون أنهم يتعرضون لسكتة قلبية ويدخلون غرف الطوارئ، بينما في الحقيقة تكون نوبة هلع. وهي تقول: "الناس تفكر أنها رح تموت، وهذا الشعور ناتج عن فقدان السيطرة، وهو ما يتجسد أيضاً على مستوى الجسد."
وتفرق أبو حويج بين نوبة الهلع ونوبة القلق، مشيرة إلى أن الثانية تدوم لفترات أطول، وقد تمتد لأيام، وتكون أقل حدة ولكنها مزعجة، وتترافق مع التفكير المفرط وفقدان الشهية أو الإفراط بالأكل والتدخين.
كيف نواجه نوبة الهلع؟
تشير الدكتورة ريم إلى أن نوبات الهلع ليست مهددة للحياة، رغم أنها مرعبة جداً في اللحظة الأولى، لذلك من المهم تمييز أعراضها لتجنب تفاقمها بالخوف الزائد.
وتقول: "هي ليست سكتة قلبية ولا تسببها. نوبة الهلع قابلة للاحتواء والتعامل معها بشكل ذاتي."
أما عن الإجراءات الفورية، فتنصح بالتالي:
اختبار الواقع: تذكير النفس بأن ما يحدث هو نوبة هلع وستنتهي.
التنفس البطيء والعميق: شهيق من الأنف 4 عدات، زفير من الفم 6 عدات، مع وضع اليد على البطن للتأكد من أن التنفس عميق وليس سطحياً.
تقنية الحواس الخمس (5-4-3-2-1):
- تسمية خمس أشياء تراها.
- أربع أشياء تسمعها.
- ثلاث أشياء تلمسها.
- شيئين تشمهم.
- طعم واحد تتذكره.
وتضيف: "لو ما قدرت أتحرك، أركز على حركة العين من أقصى اليمين لأقصى اليسار، مع التنفس العميق."
وتختم أبو حويج: "إذا صرنا نتفادى المواقف اللي ممكن تسبب الهلع، المشكلة رح تتفاقم. بدنا نواجهها ونتعامل معها، مش نهرب."