مدير مستشفى العودة لراية: نتعامل مع مئات الإصابات ونفتقد الغذاء والدواء

يتفاقم المشهد الإنساني في قطاع غزة يوماً بعد يوم، حيث يتحول البحث عن لقمة عيش أمام مراكز توزيع المساعدات إلى خطر مميت، في ظل استمرار الاحتلال في استهداف الجوعى، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية. مستشفى العودة، أحد أبرز المرافق الطبية العاملة رغم شح الإمكانيات، يرصد حجم الكارثة بالأرقام والمشاهد اليومية.

قال مدير مستشفى العودة في النصيرات الدكتور محمد صالحة، في حديث خاص لــ"رايــة"، إن المستشفى بات شاهداً يومياً على إصابات لا تأتي من صواريخ الاحتلال فحسب، بل من طوابير المساعدات، حيث يتحول الجوع إلى سبب مباشر في نقل الضحايا إلى أقسام الطوارئ.

وأضاف أن الاحتلال يواصل استهداف المواطنين المتجمعين عند ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهم يركضون للحصول على الطعام. وأشار إلى أن مستشفى العودة بالمنطقة الوسطى يتعامل مع ما يزيد عن 100 إصابة يوميًا، ويستقبل ما بين 10 إلى 20 شهيدًا، معظمهم من المجوعين الذين ينتظرون المساعدات.

وأكد صالحة أن الطواقم الطبية تتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة في ظل نقص حاد في الإمدادات الطبية، وعدم توفر المستلزمات الأساسية لتشغيل المستشفى، وهو ما يجعل العمل اليومي في غاية الصعوبة.

وبيّن أن منطقة وادي غزة، وتحديدًا ما يعرف بمنطقة "مسارين"، تشهد يوميًا سقوط شهداء وإصابات، مشيرًا إلى أن يوم أمس فقط سقط 11 شهيدًا وأكثر من 70 إصابة، بينما صباح اليوم تم تسجيل 6 إلى 7 شهداء حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وفيما يتعلق بالوفيات الناتجة عن سوء التغذية، أوضح صالحة أن هناك أكثر من 160 حالة سوء تغذية سُجلت، معظمها لأطفال. وأضاف: "قسم التغذية العلاجية كان يتعامل سابقًا مع 200 إلى 300 حالة يوميًا، أما الآن فنتعامل مع ما بين 1500 إلى 2000 حالة بحاجة لمكملات غذائية، وهي غير متوفرة، إضافة إلى حليب الأطفال الذي أصبح سلعة نادرة ويهدد حياة الآلاف من الرضع".

كما أشار إلى أن القسم يتعامل مع حالات لسيدات حوامل، مشيرًا إلى وجود ما يقارب 60 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، مهددات بفقدان حياتهن وحياة أجنّتهن بسبب نقص الغذاء.