خاص| غزة تحت الاحتلال مجددًا.. مناورات سياسية أم واقع مفروض؟

ي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتصاعد الحديث عن مخططات لاحتلال القطاع بشكل كامل، حذر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسم التميمي، في حديث خاص لــ"رايــة"، من خطورة ما يدور داخل دوائر صنع القرار في حكومة الاحتلال، مؤكدًا أن نحو 80% من قطاع غزة بات تحت سيطرة الاحتلال فعليًا، وأن النقاش الجاري حاليًا لم يعد حول الاجتياح فقط، بل بدأ يتجه نحو تنفيذ مشاريع استيطانية في شمال القطاع، في ظل غياب الضغط الدولي الحقيقي.

وقال التميمي إن ما يجري تداوله إعلاميًا من تصريحات وتسريبات عن نية الاحتلال إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، يجب ألا يُستهان به، مضيفًا: "هناك فعل قائم على الأرض، منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، والاحتلال يسيطر فعليًا على 80% من قطاع غزة بحسب المعلومات الواردة، سواء من تسريبات رسمية أو وسائل الإعلام."

وأوضح التميمي أن ما تبقى من القطاع، أي حوالي 20%، هي المناطق التي تكدّس فيها الفلسطينيون بعد النزوح، مثل المواصي ومحور مراد، مؤكدًا أن الاحتلال لم يقتحم هذه المناطق حتى الآن، لوجود كثافة بشرية كبيرة فيها.

وتابع: "الاحتلال أنهى فعليًا سيطرته على معظم القطاع، وما نسمعه الآن يدخل في سياق التهديد ومواصلة الإبادة، وما نشهده على الأرض أخطر من التصريحات، خاصة بعد أن حظي الضحية الفلسطيني ببعض التعاطف الدولي مؤخرًا، عبر حملات إعلامية ودبلوماسية، وصور جرائم الحرب المنتشرة، مما أوقع حكومة الاحتلال في مأزق كبير."

وأشار إلى أن إسرائيل تحاول عبر هذه التصريحات والإشاعات الإعلامية أن تُبعد الأنظار عن هذه الجرائم، وتُعيد تشكيل الرأي العام العالمي، مضيفًا: "الحكومة الإسرائيلية لم تتعرض لأي ضغط دولي حقيقي حتى اللحظة لوقف الحرب، والولايات المتحدة لا تزال تدافع عنها بالكامل، ولا يوجد ضغط فعلي قادر على إيقاف العدوان."

وفيما يتعلق بالتحذيرات الصادرة عن بعض الشخصيات الأمنية الإسرائيلية، قال التميمي: "هذه التصريحات تأتي ضمن استعراض ديمقراطي، تريد إسرائيل أن تُقنع الغرب من خلاله أنها دولة ديمقراطية حتى في وقت الحرب. لكنها لا تؤثر فعليًا على القرار السياسي. حكومة نتنياهو لديها الأغلبية، وماضية في كل مخططاتها منذ البداية، ولم تردعها أي تصريحات من معارضة أو حلفاء."

وعن الفرق بين الاحتلال الشامل والاجتياح، أوضح التميمي أن ما يجري الآن هو احتلال شامل، من خلال بقاء نقاط عسكرية تتحكم بالمناطق.

"الفرق أن الاجتياح هو دخول مؤقت، بينما الاحتلال معناه البقاء العسكري طويل الأمد، وتثبيت سيطرة. ومع ذلك، حتى الاحتلال الطويل يبقى مؤقتًا حسب القانون الدولي، والعالم ما زال يعترف بأن غزة أرض محتلة، رغم مرور أكثر من ستة عقود على النكبة."

وأكد أن الخطر الحقيقي، والذي لا يتعامل معه الإعلام كما يجب، يتمثل في النقاشات العلنية داخل دوائر صنع القرار في إسرائيل، حول بدء مشاريع استيطانية في شمال قطاع غزة، وتحديدًا في محافظة الشمال.