خاص| الاحتلال يعسكر المناخ: ورشة تدريبية للإعلاميين لفضح الانتهاكات البيئية في فلسطين
أكدت الباحثة في مرصد السياسات الاجتماعية والاقتصادية، إيمان زياد، أن قضية العدالة المناخية تمثل اليوم أحد أبرز التحديات العالمية، إلا أن خصوصية الوضع الفلسطيني تكمن في ارتباط هذه القضية بالاحتلال الإسرائيلي الذي يوظف المناخ كأداة عسكرية لإلحاق الضرر بالبيئة الفلسطينية، من خلال السيطرة على الموارد الطبيعية وتدمير البنية البيئية.
وقالت زياد، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن العدالة المناخية تعتبر من القضايا البارزة على الساحة العالمية، ورغم أنها طُرحت كمفهوم منذ مطلع الثمانينيات في الوطن العربي، إلا أنها ما زالت بعيدة عن ثقافة الناس، ويُنظر إليها أحيانًا كمسألة ثانوية.
وأوضحت أن دول العالم الثالث، ومنها فلسطين، تتأثر بشكل مباشر بالتغير المناخي الناتج عن ارتفاع نسبة الكربون الذي تسببه الدول العظمى.
وأضافت أن الهدف من الورشة التدريبية التي أُطلقت اليوم هو تمكين فاعلين في المجال الإعلامي من مختلف المؤسسات والجهات، إضافة إلى ناشطين بيئيين، من تناول قضايا المناخ من منظور خاص بالواقع الفلسطيني، خاصة أن الاحتلال يعسكر المناخ ويستخدمه كأداة عسكرية.
وأشارت إلى أن هذا يظهر جليًا في ممارسات يومية مثل مصادرة الأراضي، والسيطرة على الينابيع، وتلويثها، وقطع الأشجار، وتغيير مسار مياه الأمطار، والسيطرة على المياه الجوفية.
وأكدت زياد أن العدالة المناخية ترتبط بحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية، إذ أن حرمان الفلسطيني من مياه الشرب يدفعه إلى تحمل أعباء اقتصادية إضافية أو اللجوء إلى المياه الملوثة أو مواجهة الجفاف.
وأشارت إلى أن مثال غزة صارخ في هذا السياق، حيث أدى القصف والعدوان إلى تلوث يعادل ما تصدره 30 دولة في العالم خلال عامين، ما جعل الهواء والماء والتربة في القطاع غير صالحة للحياة، واصفة ما يجري بأنه "إبادة مناخية".
وشددت على أن الاحتلال هو المسؤول المباشر عن غياب العدالة المناخية للشعب الفلسطيني، إلى جانب التأثيرات العامة الناتجة عن سياسات الدول الكبرى، مثل تأخر مواسم الأمطار وزيادة معدلات الحرارة. وبيّنت أن الورشة تهدف لتدريب الإعلاميين على تناول هذه القضايا بشكل غير تقليدي، وربطها بمفهوم عسكر المناخ، بحيث لا تقتصر التغطية على الأضرار الزراعية فقط، بل تمتد لتشمل تأثيراتها على الحياة البرية والبيئة بأكملها.
وأوضحت أن هناك غيابًا للصحافة المناخية في فلسطين، رغم الحاجة الماسة إليها، معتبرة أن الإعلام الفلسطيني بحاجة إلى دعم من جهات مهتمة ومستعدة لطرح القضايا كما يجب، مشيرة إلى أن بعض الإعلاميين العرب لديهم تخصص في العدالة المناخية ويشاركون في مؤتمرات دولية حول الموضوع.
كما لفتت إلى أهمية إشراك المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الرسائل البيئية، إلى جانب الصحفيين التقليديين، لتعزيز الوعي المجتمعي. وأضافت: "حاولنا دعوة جميع الجهات الإعلامية في الضفة الغربية، وكنا نتمنى مشاركة إعلاميي غزة، لكن الظروف حالت دون ذلك".
وأشارت زياد إلى أن الهدف من التغطية الإعلامية هو صياغة رسائل واضحة يمكن استخدامها أيضًا في المدارس، بحيث يتم ربط الأنشطة البيئية بالهوية الوطنية وأهمية الحفاظ على الأرض والموارد، مع التأكيد على ضرورة التنسيق بين المؤسسات المعنية لتحقيق أثر ملموس خلال فترة زمنية قصيرة.