خاص| "إضراب الشعب".. احتجاجات مليونية تهدد بعصيان مدني شامل في إسرائيل
وسط تصاعد التظاهرات والإضرابات التي يشهدها الداخل الإسرائيلي، تتكشف ملامح أزمة داخلية عميقة تهدد بمواجهة مباشرة بين الشارع وحكومة نتنياهو.
وقال د. سهيل دياب، الكاتب والمحلل السياسي، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن مشاركة أكثر من مليون شخص في المظاهرات والاحتجاجات التي عُرفت بـ"إضراب الشعب" للمطالبة بصفقة تمنع الدخول إلى غزة وإعادة احتلالها، تعكس أن الجمهور الإسرائيلي بغالبيته الساحقة بات في مواجهة مباشرة مع السلطة والحكومة، من دون وسطاء أو معارضة رسمية في الكنيست أو حتى نقابات مهنية وقيادات مؤسساتية.
وأضاف أن هذه التطورات تشير إلى أن المسألة دخلت مرحلة متقدمة جدًا من حيث الشكل والاتساع والمضمون والعنف، مشيرًا إلى أن الدعوة لمثل هذا الحراك لم تكن محصورة في مكان أو زمان محدد، بل أسست لحالة جديدة مفتوحة على كل إمكانيات التصعيد وصولًا إلى عصيان مدني، وهو ما تخشاه القيادة الإسرائيلية اليوم.
وأوضح دياب أن تصريحات نتنياهو وسموتريتش وبن غفير تعكس خوفهم من تحوّل الاحتجاجات إلى عصيان مدني يشل الحياة في إسرائيل، ما سيمنح الأحداث طابعًا مختلفًا تمامًا. لكنه شدد في المقابل على أن هذه الأعداد الكبيرة التي خرجت إلى الشوارع قد لا تؤثر بشكل مباشر على القرار السياسي والعسكري فيما يتعلق بالعدوان على غزة ومستقبله.
وبيّن أن فشل هذا الإضراب أو تصويره كفشل ذريع، كما يسعى نتنياهو ووزراؤه، سيكشف عن أزمة ثقة عميقة بين الجمهور الإسرائيلي الواسع وحكومة نتنياهو، خاصة بعد الاتهامات الرسمية التي طالت المتظاهرين وذوي الأسرى بأنهم يساندون القضية الفلسطينية وحركة حماس ضد إسرائيل.
وأشار إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة، ومنها استطلاع القناة الثانية الإسرائيلية، عكست تراجعًا في شعبية نتنياهو بشكل لافت.
وحول الأثر المستقبلي، قال دياب إن التصعيد المحتمل لهذا الحراك ستكون له انعكاسات على أربعة مجالات أساسية:
- الحياة الداخلية في إسرائيل عبر شل الحركة الاقتصادية.
- العلاقات الدولية مع الغرب، خاصة أوروبا، التي قد تنتقل إلى خطوات عملية لمحاصرة إسرائيل كحظر السلاح وقطع العلاقات الثقافية والأكاديمية، كما جرى في الدنمارك والنرويج.
- البيت الأبيض، حيث بدأ النقاش يتسرب إلى دوائر الحزب الجمهوري المحيطين بترامب للضغط على إسرائيل.
- الجاليات اليهودية حول العالم، التي تشهد انقسامًا غير مسبوق، إذ بات قسم منها يحمّل نتنياهو مسؤولية ارتكاب جرائم حرب في غزة، وهو ما يساعد على فصل الخطاب الإسرائيلي الذي سعى طوال العقود الماضية إلى دمج مصطلحات "إسرائيل" و"الصهيونية" و"اليهودية".
