الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:43 PM
العصر 4:21 PM
المغرب 7:24 PM
العشاء 8:45 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"لا وسائل نقل سوى الأقدام"

مواصلات غزة تُعدم… حتى "الحمار الهزيل" سرقته إسرائيل ومنحته أوروبا اللجوء!

جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي سرقوا العشرات من حمير قطاع غزة
جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي سرقوا العشرات من حمير قطاع غزة

خاص - راية

في غزة، حيث تستيقظ الأرواح على القصف وتنام على الحصار، لم تعد هناك وسيلة للتنقل. لا سيارات، لا وقود، لا عربات، ولا حتى حمار أعرج يجر عربته في الطرقات المنهكة.

الاحتلال الإسرائيلي، في حربه المستمرة منذ أكثر من 22 شهراً، لم يكتفِ بقصف المنازل والمستشفيات وتجويع المدنيين، بل مضى إلى ما هو أبعد: إعدام كل وسيلة بدائية تتيح للناس أن يواصلوا الحياة.

الكاتبة الغزية نعمة حسن لخّصت المشهد في شهادة موجعة كتبتها على صفحتها في "فيسبوك": لم أعد أجد مواصلة تقلني، ولا حتى حمار واحد لو كان أعرج يجر عربته في الطريق الطويل الذي أمشيه... الاحتلال يحاول إعدام كل وسائل الحياة في غزة حتى لو كانت حماراً هزيلاً.

كلماتها لم تكن مجرد وصف، بل شهادة حيّة على واقع يعيشه أكثر من مليوني إنسان، باتوا يمشون مسافات طويلة تحت الشمس الحارقة، يحملون ما يستطيعون بأجساد أنهكها الجوع، بينما كانت الحمير—التي صارت رمزاً للصمود—تُستخدم في التنقل، وفي إخلاء المصابين، وحتى في النزوح.

سيارات فـ حمير.. ثم لا شيء!

منذ الأيام الأولى للحرب، منع الاحتلال إدخال الوقود إلى غزة. تعطلت آلاف السيارات والمركبات، وارتفعت أجرة ما تبقى منها إلى مستويات خيالية، لكونها تعتمد على سولار صناعي يُصنّع محلياً بأسعار باهظة.
هنا، لجأ الناس إلى "الحمير" كخيار وحيد بديل. لكنها لم تسلم هي الأخرى من الحرب: بعضها قُتل بالقصف، وبعضها نُهبت تحت ذرائع "الإنقاذ البيطري"، وبعضها رُحّل إلى أوروبا حيث مُنحت "اللجوء"، كما حدث في فرنسا وبلجيكا. وفق تقارير صحفية.

اقرأ/ي أيضا.. الحمار وسيلة النقل الأبرز في قطاع غزة !

فقد نفّذ جيش الاحتلال خلال اجتياحاته البرية عمليات سرقة واسعة، إذ جمع عشرات الحمير من المناطق الشرقية والشمالية للقطاع، بحجة "منع استخدامها في التنقل أو نقل الإمدادات". نُقلت هذه الحيوانات إلى مراكز احتجاز عسكرية مؤقتة قرب الحدود، قبل أن تُسلم لاحقاً إلى جمعيات إسرائيلية معنية بـ"الرفق بالحيوان".

وبعد أسابيع، أعلنت مؤسسات أوروبية، بينها جمعيات فرنسية وبلجيكية، أنها استقبلت "حمير غزة" عبر برامج إنقاذ دولية، وقدمت لها الرعاية و"حق اللجوء" في مزارع محمية، وهو ما أثار سخرية وألماً في آن واحد، إذ حُرم الغزيون من أبسط وسائل التنقل بينما احتُفي بالحيوانات في الخارج.

"أخذوا الحمير لكسر الأقدام"

الناشطون وصفوا القصة بأنها "سرقة للحياة قبل أن تكون سرقة للدواب". الصحفي عميد شحادة علّق ساخرًا بمرارة: "أخذوا الحمير لكي يكسروا أقدام البشر."

على مواقع التواصل، تحولت القضية إلى مرآة للواقع. إذ كتبت شيرين من غزة: "لا وقود، لا سيارات، مجاعة… يريدون أن نحارب حتى الحياة البدائية".

أمل رأت أنها "سياسة إبادة بكل الأشكال". فيما نهلة اعتبرت أن "المؤسسة الفرنسية التي استقبلت الحمير ليست أرحم من الاحتلال… كلاهما يجرّدنا من كل شيء".

مواطنة أخرى سخرت بمرارة: "حتى الحمار صار عنده لجوء… والغزي يمشي على قدميه بين الركام".

كسر إرادة وموت بطئ

ليس المشهد مجرد أزمة مواصلات. بل سياسة ممنهجة لإرهاق الغزي في كل تفصيل يومي: منع الوقود، قنص أي بديل، مصادرة الحيوانات، والتضييق حتى على الطرق البدائية. الهدف، كما ترى نعمة حسن، هو "إنهاك كل طاقة تتحرك على أرض غزة… لتبقى الخطة: التدمير، القتل، التشريد".

اقرأ/ي المزيد.. خذوا احتلالكم واجرامكم وانصرفوا واتركوا حمير غزة

في العالم، تُروى قصص الحمير المرحّلة إلى فرنسا كـ"ضحايا حرب وجدوا حياة جديدة"، بينما في غزة، يروي الناس قصصاً أخرى: قصص أقدام دامية تسير بلا نهاية، وأطفال ينهارون من التعب في طريق النزوح، ونساء يحملن حاجياتهن على ظهورهن.

وهكذا، لا تبقى القضية في سؤال "أين الحمير؟"، بل في سؤال أعمق وأكثر مرارة: كيف يمكن لمدينة كاملة أن تُحرم حتى من وسيلة بدائية للحياة؟.

الحمار وسيلة النقل الأبرز والأهم في غزة، لكنها أصبحت نادرة بعد سرقتها من الاحتلال. وفيما يلي مشاهد تعبر عن ذلك من قطاع غزة خلال الحرب المتواصلة:

Loading...