خاص| أزمة الرواتب تدفع المعلمين للتلويح بإضراب شامل مع بداية العام الدراسي
اعتصم عشرات المعلمين والمعلمات إلى جانب أسرهم، اليوم، أمام مقر وزارة التربية والتعليم العالي في مدينة رام الله، للمطالبة بحقوقهم المالية والنقابية، وفي مقدمتها صرف الرواتب كاملة دون اقتطاعات، وذلك في ظل الأزمة المالية المستمرة منذ سنوات.
وقال عصام وزوز، عضو لجنة متابعة حقوق المعلمين ضمن مبادرة المؤسسات (2022)، في حديث لإذاعة "راية"، إن الاعتصام جاء لرفع الصوت وتسليم عريضة موقعة من آلاف المعلمين إلى رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، بالتزامن مع اقتراب العام الدراسي الجديد، مشيرًا إلى أن أوضاع المعلمين المعيشية لم تعد تحتمل.
وأوضح وزوز أن العديد من المشاركين قدموا من محافظات مختلفة مثل شمال وجنوب الخليل، رام الله، قباطية، وجنين، فيما تعذّر على آخرين الحضور بسبب عدم قدرتهم على تغطية تكاليف المواصلات.
وأضاف: "المعلم أصبح مرهقًا ومنهكًا بسبب تأخر الرواتب لأربع سنوات متتالية، وغياب انتظام الصرف خاصة في الأشهر الماضية، ما جعله عاجزًا عن تلبية احتياجات أسرته الأساسية من غذاء ودواء وقرطاسية لأطفاله".
وحذر وزوز من أن استمرار الأزمة قد ينعكس على انتظام الدوام المدرسي مع بداية العام، قائلاً: "عدم صرف الراتب الكامل سيؤدي، على الأرجح، إلى حالة من التشويش أو الإضراب، رغم أن ذلك ليس رغبة المعلمين، بل نتيجة حتمية لعجزهم عن الوصول إلى مدارسهم أو تغطية التزاماتهم اليومية"، مؤكدًا أن غياب أفق للحل يفاقم حالة الإحباط لدى الكوادر التعليمية.
وأشار وزوز إلى أن المعلم بات "يتسول راتبه" – على حد وصفه – وسط حالة من الضبابية وانعدام الثقة بين الموظف والحكومة نتيجة غياب الشفافية بشأن مواعيد وقيم الدفعات المالية.
وتابع قائلا إن الأزمة طالت وأرهقت آلاف الأسر، داعيًا إلى حلول عاجلة تضمن انتظام العام الدراسي.
واقترح وزوز أن يُصار إلى رفع الحد الأدنى لصرف الرواتب بحيث لا يقل عن 4000 شيكل، عبر إعادة توزيع نسب الخصم بما يحقق قدراً أكبر من العدالة بين الموظفين. كما دعا الحكومة إلى دراسة حلول تكافلية بالشراكة مع القطاع الخاص، مثل تقديم سلف بلا فوائد للموظفين تُسترد لاحقًا من مستحقاتهم المتراكمة.
وختم وزوز بالقول: "نحن شركاء مع الحكومة والمجتمع، لكن على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها تجاه موظفيها. المطلوب إنصاف المعلم الذي يشكّل الركيزة الأساسية للعملية التعليمية، وضمان بداية آمنة ومستقرة للعام الدراسي حفاظًا على مستقبل أبنائنا".
