خاص| السياحة في فلسطين.. خسائر جسيمة ومبادرات محلية لإحياء القطاع
تُعد السياحة أحد القطاعات الحيوية في فلسطين، لا سيما في مدن مثل بيت لحم والقدس وأريحا، حيث تشكل مصدر دخل رئيسياً وتوظف آلاف الفلسطينيين بشكل مباشر وغير مباشر.
غير أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023 أوقف حركة السياحة الوافدة والمحلية، ليضيف مزيدًا من الضغط على الاقتصاد الفلسطيني ويشل قطاعًا كان بدأ للتو يتعافى من تداعيات جائحة كورونا.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال المتحدث باسم وزارة السياحة جريس قمصية إن "قطاع السياحة في فلسطين مشلول بالكامل منذ اندلاع العدوان على شعبنا في أكتوبر 2023، حيث توقفت حركة الطيران الدولية، وتوقفت السياحة الوافدة الأجنبية، وأيضًا توقف التنقل السياحي المحلي من الداخل الفلسطيني ومن مناطق الـ48 نتيجة الوضع الأمني الصعب والحواجز، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه كافة أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف قمصية : "السياحة الوافدة إلى فلسطين كانت تمثل واجهة للبلاد وتشكل مصدرًا هامًا من مصادر الدخل ودعم الاقتصاد الفلسطيني. على سبيل المثال، قبل اندلاع العدوان في عام 2023، وصل عدد السياح إلى فلسطين نحو 2.5 مليون سائح، وهو رقم شكل دعمًا كبيرًا للاقتصاد الفلسطيني".
وأوضح قمصية أن المدن التي تعتمد على السياحة مثل القدس وبيت لحم وأريحا تحتوي على عدد كبير من المؤسسات، ففي مدينة بيت لحم وحدها يوجد أكثر من 80 فندقًا، وأكثر من 100 متجر للتحف الشرقية، وأكثر من 400 محل مشاغل التحف التقليدية، ناهيك عن المطاعم السياحية ومراكز الزيارة والمتاحف، ليصل عدد العاملين بشكل مباشر في هذا القطاع إلى حوالي 7,500 شخص توقفوا عن العمل منذ اندلاع العدوان.
وأشار المتحدث: "بالإضافة إلى هؤلاء، هناك ضعف العدد الذي يعمل في المؤسسات المساندة والخدمات المرتبطة بالسياحة، مثل النقل، والوجبات، ومواد التنظيف، وكل هذه القطاعات متضررة بشدة. القطاع السياحي مشلول بالكامل، رغم أنه بدأ يتعافى منذ مطلع 2023 بعد أزمة كورونا".
وعن الحلول الحالية، أضاف: "وزارة السياحة تعمل بالشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني لمحاولة إنعاش وتشجيع السياحة المحلية من داخل مناطق الـ48، كان آخرها برنامج بالشراكة مع جمعية الفنادق العربية ومكاتب السياحة الفلسطينية لاستقطاب مجموعة من مكاتب السياحة والمؤثرين والإعلاميين لزيارة القدس وبيت لحم والتعرف على ما يمكن تقديمه رغم الظروف الصعبة".
وأشار المتحدث إلى برنامج آخر يهدف لتشجيع زيارة الأماكن الدينية والتاريخية والأثرية في فلسطين، بالشراكة مع بلديات وقطاع خاص ومؤسسات مجتمع مدني، مؤكداً أن الهدف هو حماية التراث الثقافي المادي ومنع محاولات الاحتلال تهويد المواقع وتشويه الرواية التاريخية.