خاص| الاحتلال خسر معركة الرواية فلجأ إلى "المؤثرين المأجورين"
في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، لجأت سلطات الاحتلال إلى الاستعانة بما يُسمون "المؤثرين الدوليين" لترويج محتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يهدف لتجميل صورتها وتشويه الحقائق على الأرض.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، وصف الدكتور سعيد أبو معمر، أستاذ الإعلام الرقمي في الجامعة العربية الأمريكية، هذه الخطوة بأنها "مهمة انتحارية فاشلة"، ومؤشراً على عجز الرواية الإسرائيلية أمام تزايد الوعي العالمي بحقيقة ما يحدث في غزة.
أكد الدكتور سعيد أبو معمر أن "محاولات الاحتلال تجميل ما ارتكبه في غزة عبر الاستعانة بمؤثرين، مهمة انتحارية فاشلة"، مشدداً على أن المحتوى الذي جرى بثه من جانب هؤلاء المؤثرين "قذر وحقير".
وأضاف: "لم أرَ محتوى بهذا السوء، أن يُصنع على ظهر دبابة إسرائيلية أو بحماية جنود الاحتلال، بينما يتم تصوير مشاهد في أماكن بعيدة عن غزة والادعاء أنها قلب القطاع. هذا دليل على محاولة يائسة لخوض آخر معركة في ميدان الرأي العام، بعد أن أعلنت مؤسسات دولية وازنة مثل الأمم المتحدة انتشار المجاعة رسمياً في غزة وفق معايير دولية دقيقة".
وأوضح أبو معمر أن الحوارات التي ظهرت في هذه الفيديوهات، سواء بالعربية أو الإنجليزية، "مفبركة بالكامل"، والمتحدثون فيها "مُلقنون بما يخدم رواية الاحتلال".
ورأى أن "نجاح هذه المواد محدود، فهي قد تُقنع فقط من يريد أن يقتنع أصلاً بالرواية الصهيونية، بينما العالم الحر الذي تابع بوعي تفاصيل العامين الماضيين في غزة لن يصدقها".
وأشار إلى أن "هذه المواد الدعائية ستتحول في نهاية المطاف إلى عبء على إسرائيل، لأنها تكشف عجزها في مواجهة الحقيقة، خاصة بعد أن فشلت في إنكار المجاعة والجرائم التي ارتكبتها في القطاع".
ولفت إلى أن "الاحتلال يحاول استغلال ظاهرة المؤثرين لتحقيق أهدافه السياسية، بينما نحن كفلسطينيين لم نستثمر هذه الظاهرة بما يكفي لتقديم روايتنا للعالم"، معبّراً عن حزنه لأن "هناك مؤثرين أجانب من جنسيات مختلفة دافعوا عن القضية الفلسطينية بشراسة أكبر من بعض الفلسطينيين أنفسهم، ومن دون أي مقابل مادي".
