خاص| الصحفيون في غزة.. بين عدسة توثق الجرائم وطوابير الحياة اليومية
في قطاع غزة، لا يشبه يوم الصحفي أي مكان في العالم. فهو أخ وأب وزوج، وقد يكون جريحًا أو أسيرًا، لكنه يظل حاملًا للكاميرا، موثقًا بعيونه وعدسته جرائم الاحتلال، وفي الوقت ذاته يقف في طوابير المياه والمواد التموينية ليؤمّن أساسيات الحياة لعائلته.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، يروي الصحفي عيسى صيام تفاصيل يوميات الصحفيين في غزة، بين مواجهة الموت ونقل الحقيقة.
قال الصحفي عيسى صيام إن يوم الصحفي في غزة مختلف كليًا عن أي مكان آخر في العالم، موضحًا: "نحن نبدأ ساعات الصباح بالركض خلف الأحداث وتوثيق ما يجري منذ ساعات الليل المتأخرة، ثم نلجأ إلى طوابير المياه الصالحة للشرب أو البحث عن أي مواد تموينية للمنزل".
وأضاف صيام أن فقدان عدد كبير من الزملاء بشكل شبه يومي يترك أثرًا عميقًا، لكنه مصدر قوة للاستمرار، موضحًا:
"قوتنا نستلهمها من دماء زملائنا الذين ارتقوا في هذه الحرب، حرب الإبادة. رسالتنا لم تتوقف، وسنبقى على عهد زملائنا في المهنة، ننقل صورة شعبنا ورسالة ضحاياه الذين يتعرضون يوميًا للاستهداف".
وتابع:"ندرك تمامًا أن حياتنا مهددة في كل لحظة، لكن دورنا أن نكون عين الناس وصوت الضحايا، وهذه القناعة تمنحنا الشجاعة للاستمرار".
وأشار صيام إلى أن الصحافة في غزة لم تعد مجرد مهنة، بل تحولت إلى رسالة شخصية ووطنية في آن واحد، قائلاً: "كل صحفي يشعر بمعاناة أهله وجيرانه وأحبته، وهي رسالة وطنية لأنها تمثل صوت الشعب بأكمله. الصحافة لم تعد وظيفة نمارسها لكسب العيش، بل أصبحت واجبًا أخلاقيًا ووطنيًا وحلقة وصل بين الناس وضمير العالم".