خاص| أكثر من مليون إنسان في غزة يواجهون انعدامًا كارثيًا في الأمن الغذائي

حذّرت لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأمم المتحدة من وصول الأوضاع في قطاع غزة إلى مستويات كارثية غير مسبوقة، حيث يواجه أكثر من مليون إنسان خطر المجاعة، في ظل استمرار الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات.

وفي حديث خاص لـ "رايــة"، قالت ريهام الجعفري، مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة "أكشن إيد" إن ما يجري في القطاع هو نتيجة حتمية لسياسات ممنهجة تهدف لاستخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين.

وأكدت الجعفري أن الإعلان الأخير الصادر عن لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي – وهي الجهة الأممية المختصة بإعلان المجاعة حول العالم – يعكس واقعًا كارثيًا في غزة، موضحة أن "ما يجري هو نتيجة مباشرة للحصار المفروض منذ اليوم الأول للحرب، ومنع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية واستهداف الطواقم".

وأضافت: "الأطفال والنساء وكبار السن وحتى الشباب في غزة يعيشون الجوع يوميًا. أعداد كبيرة تعاني سوء التغذية الحاد، خصوصًا بين الأطفال والنساء الحوامل بسبب غياب المكملات الغذائية، وانعدام المواد الأساسية كالطحين أو حتى المعلبات، وإن توفرت فهي تباع بأسعار خيالية".

وأشارت إلى أن أعداد الشاحنات التي تدخل القطاع منذ مايو الماضي "قليلة جدًا"، حيث لا تتجاوز أحيانًا 27 أو 37 شاحنة يوميًا، بينما يحتاج القطاع إلى أضعاف ذلك.

وأضافت: "الأرقام تقول إن أقل من 10% من الاحتياجات الغذائية تصل إلى شمال القطاع. وما يدخل يتم تفتيشه وعرقلته بإجراءات بيروقراطية معقدة، فضلًا عن منع إدخال أصناف أساسية مثل حليب الأطفال والمكملات الغذائية".

كما تحدثت عن اعتداءات المستوطنين على الشاحنات: "تُهاجم الشاحنات وتُنهب المساعدات في الطريق، سواء من عصابات المستوطنين أو من أشخاص مجوَّعين ينتظرون منذ أسابيع، ما يجعل كميات ضئيلة فقط تصل إلى المخازن في غزة أو شمالها".

وحول استجابة مؤسسة "أكشن إيد"، أوضحت الجعفري: "نحاول حاليًا شراء بعض المواد الغذائية من الموردين المحليين في غزة رغم الأسعار الخيالية. شاحناتنا ما زالت عالقة في العريش ولم يُسمح بدخولها حتى الآن. كما نواجه صعوبات كبيرة في نقل المساعدات بسبب القصف المستمر وأوامر الإخلاء والنزوح".

وحذرت من أن مدينة غزة، التي يقطنها أكثر من نصف مليون إنسان، تواجه تفشي المجاعة بشكل أكبر، ما يهدد بنتائج كارثية من حيث الضحايا والنزوح إلى وجهات غير معروفة في ظل غياب مستلزمات الإيواء.