المتحف الفلسطيني يطلق كتاب "فلسطين، الأثر والرؤى: مقاربات لتأريخ المستقبل"

يعلن المتحف الفلسطيني عن إطلاق أحدث منشوراته البحثيّة بعنوان "فلسطين، الأثر والرؤى: مقاربات لتأريخ المستقبل"، وهو كتاب جماعي يضمّ مجموعة من الدراسات التي أنجزها باحثون فلسطينيّون ضمن برنامج المنح البحثيّة "سدّ الفجوة المعرفيّة" الذي أطلقه المتحف عام 2020، بتمويل من غالية وعمر القطّان، وفي إطار استراتيجيّته للأعوام 2019–2023.
يأتي هذا الإصدار في سياق سعي المتحف لإنتاج ونشر المعرفة حول فلسطين، وتحفيز المشاركة المجتمعيّة والفكريّة، وسدّ الفجوات المعرفيّة المتعلقة بتاريخ الفلسطينيّين وثقافتهم. وجاء الكتاب حصيلة أوراق بحثية عُرضت خلال مؤتمر المتحف الفلسطيني "سدّ الفجوة المعرفيّة: آفاق جديدة للتاريخ الثقافي الفلسطيني" الذي عُقد عام 2022، لتتطوّر لاحقًا إلى فصول علميّة موسّعة، تسعى إلى إعادة قراءة الماضي الفلسطيني واستشراف مستقبله الثقافي.
يتوزّع الكتاب على ثلاثة محاور رئيسيّة ارتبطت بمشاريع المعارض التي نظّمها المتحف في السنوات الأخيرة. في المحور الأوّل، "تاريخ الساحل الفلسطيني من أواخر العهد العثماني وحتّى الحاضر"، يقدّم أحمد أمارة قراءة تاريخيّة معمّقة حول سلّة الخبز الفلسطينيّة: شعير جنوب فلسطين خلال العهد العثماني، بينما يتناول ندي أبو سعادة في دراسته تحوّلات الجغرافيا الفلسطينيّة الحديثة بين البحر والجبال، فيما يحلّل عباد يحيى في نصّه تبدّل مدينة يافا من ممرّ إلى وجهة عمرانيّة جديدة، في إطار التحوّل الحضري لمدينة رام اللّه.
أمّا المحور الثاني "تاريخ الطباعة في القدس"، فيستعيد فيه عدي المحسن تجربة المجلّات الصغيرة والنقد الأدبي في القدس الأردنيّة، بينما يرصد أحمد عزّ الدين أسعد الحياة السياسيّة للطباعة في القدس بين 1972–1993، كاشفًا عن دور الطباعة والنشر في صياغة الفعل الثقافي والمقاوم.
في المحور الثالث والأخير، "رؤى جديدة للثقافة الفلسطينيّة المعاصرة"، يقدّم جمال النابلسي دراسة بعنوان "إنّهم يعيشون داخلي": في أثر ذكرى باسل الأعرج على الجدران، متتبّعًا أثر الذاكرة الحيّة في الفضاء العامّ. فيما تتأمّل ليلى عبد الرزّاق في دراستها "تصدّعات في نسيج الزمكان الفلسطيني: المستقبلات الفلسطينيّة ومخيّلات التحرير المتجاوزة للدولة القوميّة"، سبل ابتكار رؤى بديلة للتحرّر، عبر مقاربة نقديّة تبرز مساهمات الفنّانين والكتّاب الفلسطينيّين في إعادة صياغة التجربة الفلسطينيّة ضمن أفق كوني مفتوح.
افتتحت الكتاب د. رانيا جواد بمقدّمة نظريّة تمهّد لقراءة الفصول، وتضعها في سياقها البحثي العام. وكانت قد شاركت، إلى جانب د. جوني منصور ود. محمود يزبك، في لجنة تحكيم المشاريع البحثيّة، ورافقت الباحثين خلال رحلة تطوير أوراقهم وتحويلها إلى فصول أكاديميّة متكاملة.
يُشار إلى أنّ إعداد هذا الكتاب جرى بتمويل من غالية وعمر القطّان، فيما تولّى فريق ستوديو «40 مستقلّ» تنفيذ التصميم والطباعة والتوزيع، بتكليف ودعم من مؤسّسة الشارقة للفنون.
يُذكر أنّ المتحف الفلسطيني جمعيّة غير حكوميّة ثقافيّة مُستقلّة، مُكرّسة لتعزيز ثقافة فلسطينيّة منفتحة وحيويّة على المستويَين المحلّي والدولي. يُقدّم المتحف ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، كما يوفّر بيئة حاضنة للمشاريع الإبداعيّة والبرامج التعليميّة والأبحاث المُبتكرة، وهو أحد أهم المشاريع الثقافيّة المُعاصرة في فلسطين.