دمار شامل ونزوح قسري
خاص| غزة تحت النار: الاحتلال ينفذ عمليات نسف وتفجير غير مسبوقة
قالت مراسلة شبكة "رايــة" في غزة ربا خالد، صباح اليوم، إن الجيش الإسرائيلي يمضي في تنفيذ عملية عسكرية تكتيكية هدفها تدمير مدينة غزة بشكل كلي، عبر القصف والنسف والروبوتات المفخخة، ما تسبب بدمار واسع للبنية التحتية والمناطق السكنية، ودفع مئات الآلاف من السكان للنزوح القسري في ظروف إنسانية كارثية.
أوضحت خالد أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالتمدد في أطراف مدينة غزة الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية، في الوقت الذي يسيطر فيه فعليًا على الأحياء الشرقية مثل الشجاعية والتفاح والزيتون، منذ اندلاع الحرب في الثامن من آذار/مارس الماضي وحتى الآن.
وأضافت أن العملية العسكرية الجارية تستهدف تدمير المدينة بشكل كامل، عبر عمليات نسف وقصف بالأحزمة النارية والقصف المدفعي، ما أدى إلى تآكل المباني السكنية والبنية التحتية تدريجيًا، وكأن الجيش يزحف زحفًا تدميريًا من الشرق والجنوب والشمال باتجاه عمق المدينة في الوسط والغرب.
وتابعت أن "عمليات النسف التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضخمة للغاية، ولم نشهدها بهذه الكثافة منذ بدء حرب الإبادة، إذ يستخدم روبوتات مفخخة عبارة عن مركبات عسكرية قديمة ومعطلة، ويدفعها نحو المناطق قبل أن يفجرها عن بعد، لتدمر مساحات واسعة قد تصل إلى أحياء بأكملها، وتسوي أكثر من 20 منزلًا بالأرض".
وأشارت إلى أن القصف المدفعي يواصل استهداف بقايا المنازل التي ما زالت قائمة، في إطار سياسة التهجير القسري ودفع السكان للنزوح، عبر ضرب مقومات الحياة الأساسية من محطات وآبار مياه ومخابز وحتى مخيمات للنازحين.
وقالت إن غالبية المناطق الشرقية للمدينة، خاصة الجنوبية الشرقية، مدمرة بشكل كامل بسبب الوجود الإسرائيلي فيها لأشهر طويلة، مؤكدة أن التمدد العسكري عبر عمليات النسف يثير تخوفات من أن سكان غزة، في حال وقف الحرب أو إعلان هدنة، قد لا يجدون ما يدفعهم للبقاء، ما يرغمهم على الهجرة الطوعية، وهو ما يسعى إليه الاحتلال فعلًا.
وأضافت أن "هذه العملية مختلفة عن سابقاتها، فهي لا تهدف للوصول إلى الأسرى أو تدمير قدرات حماس أو البحث عن أنفاق، بل هي عملية تدميرية صريحة لما تبقى من معالم الحياة في غزة، التي تعد الأكثر كثافة سكانية وعمرانية بين محافظات القطاع".
وبيّنت خالد أن الانعكاسات الإنسانية لهذه العمليات كارثية وصعبة إلى حد لا يمكن تصوره، إذ يدفع الجيش السكان للبقاء بلا مأوى أو خيارات، في وقت دُمرت فيه مدن رفح وخان يونس، التي كانت ملاذًا مؤقتًا، بشكل شبه كامل، بينما يواصل الاحتلال إحكام السيطرة على شمال القطاع ومدينة رفح وأجزاء واسعة من خان يونس شرق شارع صلاح الدين.
وأوضحت أن المساحة المتبقية أمام السكان باتت ضيقة للغاية، لا تتسع لمليون و200 ألف فلسطيني من سكان غزة وشمال القطاع، والجيش الإسرائيلي يسعى لدفعهم نحو الوسط والجنوب، لكن السكان يرفضون الاستجابة لأوامر النزوح، إذ تقتصر حركتهم على التنقل الداخلي بين أحياء المدينة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الوسط ومن الجنوب إلى الوسط.
وأضافت أن الناس هنا يرددون: "المصير واحد، ولا يوجد مكان آمن"، في ظل تجربة مريرة أثبتت أن مزاعم الاحتلال بوجود مناطق إنسانية آمنة غير صحيحة، حيث ارتكبت مجازر كبيرة كان آخرها في منطقة المواصي وأدت إلى استشهاد 500 فلسطيني.