خاص| ماذا حقق الاحتلال باغتيال رئيس حكومة أنصار الله في اليمن؟
شهدت الساحة اليمنية تطورًا خطيرًا بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات سياسية بارزة في جماعة الحوثي، وأسفرت عن اغتيال رئيس حكومة الجماعة أحمد الرهوي وعدد من الوزراء.
هذا التطور يفتح باب التساؤلات حول أبعاد العملية من الناحية الاستخبارية والعسكرية، وانعكاساتها على الصراع القائم، في وقت تؤكد فيه التقديرات أن الصواريخ اليمنية ما زالت تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل من خلال تعطيل أجوائها ومطاراتها.
وقال العميد الركن والخبير العسكري رزق الخوالدة في حديث خاص لـ"رايـة": إن اليمن تاريخيًا أرض عصية على الغزاة والمستعمرين، لكن إسرائيل استطاعت أن توظف التكنولوجيا وعملاءها للوصول إلى بعض مراكز الثقل هناك.
وأوضح أن العملية استهدفت الرئاسة اليمنية، وأسفرت عن سقوط شهداء، لكنه شدد على أن البنية التحتية للصناعة العسكرية اليمنية منتشرة على جغرافيا يصعب تحديدها بدقة، إذ إن عملية تصنيع الصواريخ تقوم على تجميع أجزاء من أماكن مختلفة، ولا توجد مصانع متكاملة يمكن تدميرها بسهولة.
وأضاف الخوالدة أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لا تعني توقف العمليات العسكرية اليمنية ضد إسرائيل، بل ستستمر الصواريخ بالتوجه نحو تل أبيب ومطار بن غوريون.
واعتبر أن هذا التطور يعكس مستوى متقدمًا من "التغلغل الاستخباري" الإسرائيلي في اليمن، مشابهًا لما حققته إسرائيل مع حزب الله وإيران، وهو ما يجعلها تركّز على الأهداف ذات الثقل الاستراتيجي عبر العمل الاستخباري أكثر من العمليات العسكرية المباشرة.
وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان استهداف رئيس الحكومة وعدد من الوزراء يمثل إنجازًا لدولة الاحتلال، قال الخوالدة: إن الجهاز السياسي في اليمن ليس المسؤول عن إطلاق الصواريخ أو تصنيعها، بل المطلوب بالنسبة لإسرائيل هو القادة العسكريون والميدانيون.
وأضاف أن ضرب الرموز السياسية لا يوقف العمليات، لكنه يأتي كنوع من "رد الاعتبار" أمام استمرار انطلاق الصواريخ اليمنية التي تصل إلى العمق الإسرائيلي وتؤثر بشكل مباشر على حركة الملاحة الجوية.
