خاص| غزة على شفا كارثة صحية: تفشي فيروسات غامضة وسط غياب العلاج
يحذّر أطباء في قطاع غزة من تفشٍ واسع لفيروسات جديدة بين السكان في ظل غياب الإمكانيات الطبية اللازمة للتشخيص والعلاج، ووسط ظروف بيئية ومعيشية قاسية، ما ينذر بكارثة صحية تهدد حياة المئات، خصوصًا الأطفال.
وقال الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن الأيام الخمسة الأخيرة شهدت تزايدًا كبيرًا في أعداد المرضى المترددين على المراكز الصحية والمستشفيات، حيث يعانون من أعراض مختلفة مثل الرشح، السعال، ارتفاع الحرارة، الإسهال، وآلام المفاصل.
وأضاف أن هذه الأعراض دفعت الأطباء لإجراء فحوصات طبية متقدمة، لكن غياب الإمكانيات حال دون ذلك، موضحًا أن "الشكوك تدور حول وجود فيروس كورونا"، في وقت تفتقر فيه غزة إلى الأدوية الأساسية، والأجهزة الطبية التي دُمّرت بالكامل في مناطق مختلفة من القطاع.
وأوضح أبو عفش أن التشخيص والعلاج أصبح شبه معدوم، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعاني من اكتظاظ شديد وعدم توفر محطات لتوليد الأكسجين سوى بأعداد قليلة جدًا، الأمر الذي يعرض حياة المرضى للخطر، خصوصًا مع حاجة الحالات المصابة للمبيت في المستشفيات وتلقي العلاج المناسب.
وحول أسباب الانتشار الواسع لهذه الفيروسات، قال أبو عفش إن "كل الظروف المعيشية داخل غزة تُشكّل بيئة خصبة لتفشي الأمراض"، موضحًا أن آلاف الأطنان من النفايات متكدسة في الشوارع، إلى جانب انتشار مياه الصرف الصحي، والتكدس السكاني الهائل في أماكن النزوح والمخيمات، في ظل غياب أدوات الوقاية الأساسية كالتباعد والكمامات.
وأكد أن هذه الأوضاع تجعل المنظومة الصحية عاجزة عن استيعاب أعداد المصابين، مضيفًا أن "سوء التغذية يزيد من خطورة الوضع"، إذ يؤدي إلى ضعف المناعة وعدم قدرة الجسم على مقاومة الأمراض الفيروسية والبكتيرية.
وشدد على أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، حيث عانوا خلال أكثر من 22 شهرًا من نقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية، ما تسبب في ضعف بنيتهم الجسدية وهزال أجسامهم، وجعلهم عاجزين عن مقاومة أي عدوى جديدة.