خاص| كشف تفاصيل خطة ترامب.. أمريكا وإسرائيل تسعيان لتصفية القضية الفلسطينية

اعتبر الباحث في قضايا الصراع، الأستاذ نزار نزال، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن رفض أي صفقة جزئية مقابل طرح صفقة شاملة تتضمن نزع سلاح المقاومة، تأتي في سياق متطابق مع خطة أمريكية جرى الكشف عن تفاصيلها مؤخرًا، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتصفية قضيتهم بشكل نهائي.

وقال الأستاذ نزار نزال، الباحث في قضايا الصراع، في حديث خاص لـ"رايــة"، إن المسألة ليست قضية مطامح مشتركة بقدر ما هي مشروع أمريكي – إسرائيلي قديم يهدف إلى القضاء على أي تهديد مستقبلي لإسرائيل، خصوصًا من غزة.

وأضاف: "منذ اللحظة الأولى لتسلم ترامب الرئاسة، كان واضحًا في توجهاته، وشارك في بلورة الخطة شخصيات مثل كوشنير وتوني بلير، وقد جرى التوافق عليها في 24 يناير".

وأوضح أن هذه الخطة تتضمن عمليًا "استحواذًا أمريكيًا على غزة ثم تسليمها للإسرائيليين بعد إعادة ترتيبها كجغرافيا سياحية، إضافة إلى تهجير السكان"، معتبرًا أن "التهجير هو جوهر المشروع"، وأن الهدف الإسرائيلي يتمثل في إنهاء أي تهديد على المدى البعيد، باعتبار الصراع "وجوديًا لا أمنيًا".

وأضاف نزال: "هذه الخطة لن ترى النور، فالفلسطينيون ليسوا قطع أثاث يمكن نقلها. نتحدث عن أكثر من مليونين وثلاثمئة ألف فلسطيني، وأي محاولة لنقلهم ستواجه بتعقيدات هائلة، فضلًا عن رفض مصر والأردن والدول العربية المحيطة لهذا السيناريو".

وأشار إلى أن الأرقام المعلنة عن الضحايا في غزة تشير إلى "أكثر من 63 ألف شهيد، وربما يتجاوز العدد 100 ألف، مع عشرات الآلاف من الجرحى، وتدمير شبه كامل للقطاع"، لكنه شدد على أن الفلسطينيين "لن يكرروا سيناريو النكبة عام 1948، بل متمسكون بأرضهم كما الزيتون الراسخ".

وفيما يتعلق بالتمثيل الفلسطيني، أوضح نزال أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان لا حماس ولا السلطة في غزة، بل تبحثان عن "جسم مدني" لإدارة القطاع. وأضاف أن "الانقسام الفلسطيني كان مخططًا له منذ انسحاب شارون عام 2005، وما يجري اليوم هو استكمال لهذا المشروع".

وبيّن أن إسرائيل تتجه إلى "تفكيك الجسم السياسي الفلسطيني في الضفة الغربية عبر مشاريع مثل إمارة الخليل"، مؤكدًا أن الخطة تسعى إلى "الانتقال من إدارة الصراع إلى حسمه وتصفية القضية كليًا".

وأشاد نزال بالموقف المصري واعتبره "رائعًا"، مشيرًا إلى أن مصر منذ البداية طرحت فكرة لجنة إسناد، وهو ما يراه مخرجًا سياسيًا مهمًا. وختم بالقول: "إسرائيل تعيش مرحلة حسم الصراع وتصفية القضية الفلسطينية نهائيًا، لكن صمود الفلسطينيين في الميدان هو الذي سيحسم مستقبل القضية".