محلل سياسي لراية: نتنياهو يناور بين صفقة جزئية وشاملة لتفادي انهيار حكومته
مع استمرار حالة المد والجزر في المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، يبرز الحديث عن إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة أو الاكتفاء باتفاق جزئي. في هذا السياق، حلّل الدكتور إياد القرّا، المحاضر في الإعلام والكاتب والمحلل السياسي، في حديث خاص لراية، مآلات الموقف الأميركي والإسرائيلي، وخيارات نتنياهو، ومدى جدية الأطراف في إنهاء الحرب على غزة.
قال الدكتور إياد القرّا في حديث خاص لـ"رايــة"، إن التطورات الأخيرة تشير إلى محاولة استئناف عملية التفاوض التي توقفت بعد إعلان حركة حماس موافقتها على المبادرة القطرية – المصرية قبل أكثر من أسبوعين، والتي تهربت منها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف أن حماس وافقت أيضًا على ما طرحه الرئيس الأميركي في تغريدته الأخيرة، التي شدّد فيها على ضرورة الذهاب إلى صفقة شاملة بدلًا من جزئية، وهو ما أبدت الحركة تجاوبًا معه، مشيرًا إلى أن ذلك قد يفتح الباب أمام صيغة جديدة تقوم على مرحلتين: إطلاق نصف الأسرى الأحياء ونصف جثامين المحتجزين الإسرائيليين، ثم التوجه إلى المرحلة الثانية لإنجاز صفقة شاملة تشمل الإفراج عن جميع الأسرى وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وأوضح القرّا أن "المرونة التي تبديها المقاومة تقابلها رغبة أميركية بتحقيق إنجاز، لكن إسرائيل لم تحسم موقفها بعد، إذ تواصل المماطلة بالتهديد والتصعيد العسكري". وأشار إلى أن نتنياهو يريد الدخول إلى المفاوضات وهو يسيطر على أجزاء من مدينة غزة، ليظهر أنه يحقق إنجازًا ميدانيًا تحت مسمى "الضغط العسكري"، ما يتيح له الادعاء بأنه فرض شروطًا على المقاومة.
وبيّن أن إسرائيل كان يفترض أن تقدّم ردها على المقترح الأخير، لكنها تهرّبت، معتبرًا أن السبب يعود إلى حسابات نتنياهو الداخلية، إذ يخشى من انهيار ائتلافه الحكومي في حال الموافقة على صفقة جزئية، لأن ذلك يعني انسحاب وزراء اليمين المتطرف مثل بن غفير وسموتريتش، وبالتالي الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وتابع القرّا أن نتنياهو طرح فكرة "الصفقة الشاملة" بشروط جديدة، من بينها نزع سلاح حماس والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وهي شروط وصفها بأنها "ناسفة للاتفاق"، كونها تعني استمرار الحرب عمليًا.
وأكد أن "المفتاح اليوم بيد إسرائيل"، فهي قادرة على تنفيذ اتفاق جزئي موجود على الطاولة في لحظة إعلان الموافقة، أو مواصلة المماطلة بالحديث عن اتفاق شامل وفق شروطها. واعتبر أن نتنياهو يسعى إلى كسب الوقت وادعاء تحقيق إنجاز عسكري في غزة، بعدما فشل في تحقيق أهدافه في رفح وغيرها.
وختم القرّا حديثه لراية بالقول إن "السيناريو الأقرب هو الذهاب إلى اتفاق جزئي، رغم محاولات نتنياهو إظهار أنه يفرض صفقة شاملة بشروطه".
