الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:00 AM
الظهر 12:35 PM
العصر 4:06 PM
المغرب 6:52 PM
العشاء 8:08 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بغداد تتنفس "ثقافة" بمهرجان الكتاب الدولي وقطر ضيف شرف في قلب الحدث

انطلقت صباح الأربعاء 10 سبتمبر/أيلول، فعاليات الدورة رقم 26 من مهرجان بغداد الدولي للكتاب. وفي هذا المشهد الثقافي الكبير، الذي شهد مشاركة واسعة لأكثر من 600 دار نشر ومركز بحثي من 21 دولة عربية وعالمية، كان لدولة قطر حضور لافت ومميز، جعلها نجمة الدورة الجديدة.

ويقول رئيس اللجنة المنظمة للمعرض الدكتور عبد الوهاب الراضي -في حديثه للجزيرة نت- إن هذه الدورة تتميز بحضور دولة قطر كضيف شرف، بوفد رفيع المستوى يترأسه وزير الثقافة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني.

وأشار الراضي إلى أن الأشقاء في قطر سيقدمون برنامجاً ثقافياً خاصاً ومتنوعاً، إضافة إلى البرنامج الثقافي العراقي الشامل.

فعاليات غنية وإقبال جماهيري حاشد

لم يقتصر المعرض على الكتب فحسب، بل تحول إلى كرنفال ثقافي يمزج بين الفنون والمعرفة. فقد زينت المعرض معارض للرسم، والخط، والنحت، وندوات فكرية، وأمسيات شعرية، مما جعله محطة لا غنى عنها للباحثين عن المعرفة.

ويصف الدكتور الراضي الإقبال الجماهيري بأنه "مؤشر إيجابي على تعطش الجمهور العراقي للمنتجات الفكرية والمعرفية الجديدة" مؤكدا أن الرسالة الأساسية للمعرض هي إيصال أحدث النتاجات العربية والعالمية إلى المثقف والمتلقي العراقي، وهو ما تعكسه الحشود الهائلة التي توافدت منذ الساعات الأولى.

وفيما يتعلق بالتقنيات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، أوضح الراضي أنها عامل مؤثر في عالم النشر، ليس فقط في العراق بل العالم أجمع، مشددا على أن هذه التقنيات يجب أن تكون عاملاً مسانداً ومرادفاً للكتاب الورقي لا متقاطعاً معه.

وأكد الراضي "نعمل على مبدأ أن الكتاب الورقي والوسائل الرقمية يكملان بعضهما البعض، ولا يلغي أحدهما الآخر. ونتمنى من جميع مستخدمي هذه الوسائل أن يستثمروها بالشكل الصحيح لزيادة المعرفة".

ومن جانبه أكد عامر الجبوري (مدير قسم العلاقات العامة بوزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية) أن مشاركة دار الشؤون الثقافية التابعة للوزارة في المعرض جاءت بتقديم أكثر من 600 عنوان في مختلف صنوف المعرفة والإبداع العراقي.

وقال الجبوري للجزيرة نت إن المعرض شهد عرض إصدارات قيمة شملت المجلات الثقافية المعروفة: المورد، الأقلام، التراث الشعبي، الثقافة الأجنبية، الثقافة التركمانية.

وأضاف أن هناك إقبالاً كبيراً من الجمهور على الكتب التي تتناول قضايا التنمية الاجتماعية، والفلسفة، والإصدارات الفنية، والروايات، مشيراً إلى أن الكتاب الورقي ما زال يحتفظ بمكانته الخاصة لدى القارئ العراقي، لما يوفره من "ذائقة ولمسة" لا يمكن أن توفرهما القراءة الإلكترونية.

وأكد الجبوري أن المعارض الثقافية -مثل معرض بغداد الدولي للكتاب- تتيح فرصة للتلاقح الفكري بين البلدان العربية والأجنبية، وتشكل ملتقى حيوياً للقراء والمثقفين العرب، وأن التنافس الحقيقي في المعارض يظل على جودة الكتاب وعنوانه، والدار الرصينة هي التي تفرض نفسها بجودة إصداراتها.

قطر تدمج الورقي والرقمي بجناحها المبتكر

في الجناح القطري، كان الابتكار سيد الموقف، حيث لم يقتصر الأمر على عرض الكتب التقليدية. ويقول جاسم أحمد البوعينين (مدير إدارة مكاتب وزارة الثقافة القطرية) -في حديثه للجزيرة نت- إن مشاركة قطر كضيف شرف "هي دليل على عمق العلاقات الثقافية والوطنية بين البلدين الشقيقين".

وأعرب عن سعادته بحضور المعرض، مشيراً إلى أن هذه المشاركة تأتي بعد أسابيع قليلة من استضافة قطر الأسبوع الثقافي العراقي، مما يعكس قوة الروابط الثنائية.

وأضاف البوعينين أن الجناح القطري يضم مكتبة إلكترونية متطورة تتيح للزوار تحميل جميع إصدارات الوزارة على هواتفهم المحمولة عبر تقنية "كيو آر" (QR). وهذا التكامل بين الكتاب الورقي والتقنيات الرقمية يعكس رسالة قطر في مواكبة التطورات دون التخلي عن عراقة الكتاب.

وأشار إلى أن الجناح يجمع بين التراث والحداثة، من خلال عروض الحرف الشعبية، ومبادرات تشجيع القراءة، وشاشات تفاعلية، وحتى ركن خاص بالأطفال، مما يجعله وجهة متكاملة للجميع.

وأكد مدير إدارة مكاتب وزارة الثقافة القطرية أن برنامج بلاده الثقافي المصاحب للمعرض سيشهد إقامة ندوات فكرية وأمسيات شعرية على مدار أيام المهرجان.

مشاركات عربية غنية وتنوع باهتمامات الجمهور

لم تكن قطر الوحيدة التي أثرت المعرض بفعالياتها، فالمشاركات العربية الأخرى كانت غنية أيضاً. فقد أكد  ممثل الجناح الأردني بيدر أبو حشيش -في حديثه للجزيرة نت- حرص بلاده على المشاركة في المعرض "نظراً لما تمثله بغداد والعراق من عمق تاريخي وثقافي كبير".

كما شارك الطيار الرياضي العراقي فريد لفتة ممثلاً لدار "بو ملحة" الإماراتية، بكتبه الجديدة، معبراً عن سعادته بحضور هذا المحفل، ومؤكداً أهمية الكتاب الورقي، قائلاً "أتمنى عودة القراءة من خلال الكتب الورقية، لأنها الأفضل والأقرب إلى القارئ".

أما على مستوى اهتمامات الجمهور، فقد لاحظت عفراء هدبا ممثلة الجناح السوري ومديرة دار "دلمون الجديدة" -في حديثها للجزيرة نت- وجود إقبال لافت على الكتب السياسية، وخاصة تلك التي تتناول سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، بالإضافة إلى كتب التنمية البشرية، والدراسات الأدبية والتاريخية، مما يعكس تنوع شرائح الزوار ورغباتهم المعرفية.

 

وأوضحت عفراء أن تقييم نجاح المعرض لا يمكن أن يتم في أيامه الأولى، بل يتطلب مراقبة تفاعل الجمهور بشكل كامل إلى يومه الأخير.

ومن جانبها فقد وصفت الشاعرة العراقية بنان عبد القادر أجواء المعرض بـ"المميزة جداً" مشيدة بالحضور القطري الذي "جعلها تشعر وكأنها في الدوحة".

ورحبت بنان -خلال حديثها للجزيرة نت- بجميع المشاركين بالمعرض، وهنأت بشكل خاص دولة قطر على مشاركتها كضيف شرف، وأكدت أن الثقافة هي الصوت الأقوى والأكثر فعالية الذي لا يمكن إسكاته.

 

المصدر: الجزيرة

الأوسمة
Loading...