خاص| مشهد إنساني مأساوي في غزة: حصار وتجويع واستهداف للبنية التحتية والمستشفيات

بعد مرور أكثر من 700 يوم على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، وسط استمرار القصف والتجويع وانعدام مقومات الحياة الأساسية، ما يضع السكان في مواجهة كارثة متصاعدة.

وفي حديث خاص لراية، وصف الزميل الصحفي أحمد مغاري من غزة تفاصيل المشهد اليومي للمواطنين، مؤكدًا أن الاحتلال يستهدف الإنسان والغذاء والدواء معًا، في ظل غياب أي أفق لحل إنساني عاجل.

قال الصحفي أحمد مغاري في حديث خاص لراية إن "المشهد الإنساني في قطاع غزة في ظل استمرار الحرب منذ أكثر من 700 يوم حتى هذا اليوم مأساوي جدًا، نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن الفلسطيني بسبب تواصل العملية العسكرية وتزايد الغارات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف المواطنين أينما تواجدوا في مدينة غزة".

وأضاف أن "عمليات النزوح المتكررة من غزة إلى المناطق الغربية والجنوبية زادت من أعباء المواطنين، في ظل انعدام جميع مقومات الحياة الأساسية، حيث يستهدف الاحتلال البنية التحتية والمباني السكنية والمنازل، وحتى المستشفيات والمراكز الطبية".

وتابع: "لا توجد مياه صالحة للشرب أو حتى للاستخدام الآدمي، كما لا يستطيع المواطن حتى الآن الحصول على الطعام المناسب والشراب الكافي، في ظل سياسة الاحتلال المستمرة بإغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الأساسية".

وأوضح مغاري أن "ما يتم إدخاله حتى اللحظة مساعدات قليلة جدًا لا تلبي ولو 1% من احتياجات المواطنين، في وقت يحتاج فيه القطاع يوميًا إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة لتلبية الاحتياجات والحد من انتشار المجاعة".

وأشار إلى أن "من أصعب الأوضاع الحالية تفشي سوء التغذية والمجاعة بين صفوف المواطنين، نتيجة سياسة الاحتلال المتمثلة في إغلاق المعابر وتقييد دخول السلع، حيث تقتصر المواد التي يسمح بدخولها على بعض السلع الأولية غير الأساسية".

ولفت إلى أن "أسواق غزة لم تشهد دخول الخضار والفواكه واللحوم منذ أكثر من ستة أشهر، وما يتم إدخاله حاليًا كميات محدودة جدًا لا تكفي حاجة السكان".

وأضاف أن "الوضع الصحي لا يقل مأساوية، فجميع مستشفيات القطاع أو معظمها خرجت عن الخدمة بسبب الاستهدافات المباشرة من قبل الاحتلال، مع منع إدخال المساعدات الطبية والعلاجية".

وبيّن أن "نحو 900 ألف مواطن في غزة والمناطق الشمالية لا يستطيعون تلقي العلاج المناسب أو الحصول على الأدوية في ظل استمرار إغلاق المعابر".

وختم الصحفي أحمد مغاري قائلاً إن "20% من المواليد الجدد في غزة يولدون قبل أوانهم أو يعانون من نقص الوزن عند الولادة نتيجة التجويع المتعمد"، مؤكدًا أن الاحتلال وضع المستشفيات في مرمى نيرانه، ولم يعد هناك مكان آمن في القطاع.