الاحتلال يغلق شوارع القدس بذريعة الأعياد اليهودية

أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، عشرات الشوارع والطرق الحيوية في مدينة القدس المحتلة، بذريعة تأمين مسيرات المستعمرين للاحتفال بـ "عيد الغفران"، ما تسبب في شلل شبه كامل لحركة المواطنين، وتعطيل حياتهم اليومية.
وأفادت مصادر محلية، بأن شرطة الاحتلال نشرت تعزيزات عسكرية مكثفة، وأقامت حواجز في محيط البلدة القديمة وبابي العامود والخليل، وأغلقت الطرق المؤدية إلى أحياء: الشيخ جراح، والمصرارة، ووادي الجوز، بالتوازي مع نشر قوات خاصة عند بوابات المسجد الأقصى المبارك.
وأضافت المصادر، أن هذه الإجراءات تسببت في عرقلة حركة المواطنين، ومنعهم من الوصول بحرية إلى أماكن عملهم ومراكز حياتهم، في الوقت الذي سُمح فيه للمستعمرين بالتجمع وإقامة طقوسهم الدينية داخل البلدة القديمة وخارجها.
وأكدت أن الاحتلال دأب على استغلال المناسبات والأعياد اليهودية لفرض إغلاقات مشددة على المدينة المقدسة، والتضييق على سكانها الفلسطينيين، في مقابل توفير الحماية الكاملة للمستعمرين، الأمر الذي يعكس سياسة عنصرية ممنهجة تهدف إلى تهويد القدس وفرض وقائع جديدة على الأرض.
وأكدت محافظة القدس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل "عيد الغفران" لفرض قيود صارمة على حركة المواطنين المقدسيين في المدينة المحتلة، وإغلاق الشوارع والطرقات ومنع وصول المركبات والمواصلات العامة، ما أجبر المواطنين على استخدام طرق بديلة، وتسببت بأزمات مرورية خانقة وزاد من معاناتهم اليومية.
وأفادت المحافظة في بيان، بأن 547 مستعمرا اقتحموا المسجد الأقصى خلال الاقتحامات الصباحية والمسائية بحماية الاحتلال، إضافة إلى 81 مستعمرا تحت مسمى "السياحة"، قبل ساعات من بدء "عيد الغفران" الذي يستمر حتى مساء يوم غد الخميس، وأدوا صلوات جماعية وغناء أمام قبة الصخرة، فيما اقتحم آلاف المستعمرين حائط البراق وأدوا طقوساً جماعية، كما نفخ المستعمرون البوق (الشوفار) فوق قبور المسلمين في مقبرة باب الرحمة، وعلقوا لافتات في محيط المدينة تشير إلى ما يسمونه "جبل الهيكل".
وقالت إن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الرئيسي لقرية العيسوية ومدخل أم طوبا، وشوارع رئيسية في حي الشيخ جراح وبيت حنينا وشارع رقم 1، وفرضت انتشاراً كثيفاً للقوات وحواجز من السواتر الحديدية والمكعبات الإسمنتية، وأطلقت القنابل الصوتية لإبعاد الأهالي، ونصبت حواجز طيارة، وفقت في تدقيق بطاقات المركبات والمواطنين.
وحذّرت المحافظة من اعتداءات محتملة قد ينفذها المستعمرون بحق المواطنين، خاصة في البلدة القديمة، حيث يستغلون مثل هذه المناسبات لتشكيل تجمعات، والقيام بأعمال استفزازية واعتداءات مباشرة على المقدسيين وممتلكاتهم.
وأكدت أن هذه الإجراءات تعكس استمرار سياسة التمييز العنصري "الأبارتهايد" التي يمارسها الاحتلال، داعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية لفضح الانتهاكات وحماية حقوق شعبنا الفلسطيني في القدس المحتلة.
وأوضحت المحافظة أن وحدة العلاقات العامة والإعلام التابعة لها تواصل رصد جميع الانتهاكات وجرائم الاحتلال، وتزويد المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية والحقوقية بالمعلومات والتقارير اليومية، لتعكس حقيقة معاناة المقدسيين وصمودهم في المدينة المقدسة، وضمان وصول الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض إلى العالم.