خاص | ماذا يعني وقف إطلاق النار لأهالي غزة بعد عامين من الحرب؟
تحل الذكرى الثانية لحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة فيما لا تزال نيران الحرب مشتعلة، والموت يحوم فوق رؤوس الفلسطينيين.
تقول الصحفية أمل حبيب، التي نزحت مؤخرًا من شمال وادي غزة إلى جنوبه، إن "صباح اليوم الذي بدأ قبل عامين لم ينتهِ بعد، فالموت لم يتوقف والنار كذلك".
تصف حبيب، في حديثها لبرنامج يوم جديد عبر شبكة رايـــة الإعلامية، حجم الكارثة المستمرة قائلة: "غزة تعيش الإبادة على الهواء مباشرة منذ عامين، وكل الحروف تعجز عن وصف ما نعيشه".
وتشير إلى أن الاحتلال يواصل عدوانه الوحشي على شمال ووسط وجنوب القطاع، غير آبهٍ بكل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، بما في ذلك تلك التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أمل التي غطت العدوان من شمال القطاع طيلة العامين الماضيين، تتحدث هذه المرة من جنوب وادي غزة بعد أن اضطرت للنزوح مع مئات الآلاف من الصحفيين والمواطنين. وتقول: "مفهوم النجاة اختلف... الناجي اليوم هو من بقي حيًّا ولو بجسد مثخن بالجراح، أو من سلمت عائلته من الفقد والقتل".
وتضيف: "نحن نعيش الآن بين القبور. في مقبرة النمساوي غرب خان يونس، يقيم مئات النازحين لعدم وجود مأوى، ولقد تفشت الأمراض في مشهد يجسد عمق الكارثة الإنسانية".
ورغم الحديث المتكرر عن اقتراب وقف إطلاق النار أو التوصل إلى صفقة، تعرب حبيب عن شكوكها العميقة: "نخاف من التصديق، نخاف من خيبات الأمل، فكل التجارب السابقة علمتنا أن نتحفظ على الفرح قبل أن نراه".
وتختتم حديثها بالقول: "بعد عامين من الإبادة، نحاول فقط الحفاظ على الحد الأدنى من السلامة الجسدية والنفسية، وعلى بقايا الطاقة لنستمر... نحن أبناء غزة قضينا أعمارنا في الانتظار؛ انتظار فك الحصار، انتظار فتح المعابر، انتظار وقف الدم".
وفي ظل هذا الواقع، تبقى الذكرى الثانية للعدوان على غزة شاهدة على استمرار الإبادة والدمار، وسط صمت دولي وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية والبنية التحتية في القطاع المحاصر.