الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:17 AM
الظهر 12:27 PM
العصر 3:46 PM
المغرب 6:21 PM
العشاء 7:35 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص| حسام سدودي.. محامٍ على كرسي متحرك أنهكته الحرب وسلبته وسيلة الحياة

حسام سدودي
حسام سدودي

أروى عاشور - راية - غزة: 

من داخل خيمة صغيرة في أحد مخيمات النزوح بقطاع غزة، يجلس حسام سدودي، 38 عامًا، متأملًا في مسار حياةٍ بدأت بمعجزة وتوقفت بفعل حربٍ لا ترحم.

كان أول محامٍ من ذوي الإعاقة الحركية يترافع عن القضايا أمام القضاء الفلسطيني مستخدمًا كرسيه المتحرك، قبل أن تسلبه الحرب بيته وسيارته الكهربائية التي كانت تمثل قدميه، وتحوله من إنسانٍ منتج إلى عاجزٍ عن الوصول إلى أبسط مقومات الحياة.

وقال حسام سدودي، وهو محامٍ من قطاع غزة، متزوج ولديه طفلة، إنه كان قبل الحرب يمارس عمله في المحاماة بنجاح، ويُعتبر أول محامٍ من ذوي الإعاقة الحركية يترافع أمام القضاء الفلسطيني مستخدمًا كرسيًا متحركًا.

وأضاف في حديث خاص لــ"رايــة" أنه رفع عدة قضايا وحقق إنجازات قانونية مشهودة، مشيرًا إلى أن رحلته التعليمية كانت استثنائية؛ إذ بدأ دراسته متأخرًا في سن الثالثة والعشرين، ليكمل الصف الثالث الأساسي ثم التاسع فالثانوية العامة خلال ثلاث سنوات فقط (من 2010 إلى 2013)، قبل أن يلتحق بكلية الحقوق في جامعة الأزهر بغزة، ويمضي في مسيرته المهنية بإصرار حتى أصبح محاميًا مزاولًا.

وتابع سدودي: "كنت أعيش طموحًا كبيرًا في التميز والاستمرار، إلى أن جاءت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2023، فدمرت كل شيء... بيتي، وسيارتي الكهربائية التي كانت وسيلتي الوحيدة للتنقل بين المرافق القضائية، وكانت بمثابة قدمي التي فقدتها."

وأوضح أنه اضطر منذ اليوم الأول للحرب إلى مغادرة منزله الكائن قرب المناطق الحدودية هربًا من القصف، ولم يتمكن من إخراج أي من مقتنياته. وقال: "لو كانت سيارتي الكهربائية سليمة، لربما تمكنت من إنقاذ نفسي وأسرتي من الخطر المحدق."

وأشار سدودي إلى أنه نزح أكثر من عشر مرات من منطقة إلى أخرى برفقة زوجته وابنته، هاربًا من القصف المستمر، مضيفًا: "بعد تدمير سيارتي أصبحت عاجزًا عن تلبية أبسط احتياجات أسرتي، حتى الحصول على الماء أصبح مهمة شبه مستحيلة، إذ تضطر زوجتي وابنتي للوقوف في طوابير طويلة للحصول على غالونين من الماء فقط."

ويقول بحزن واضح: "أصبحت أقف أمام طوابير المياه عاجزًا عن حمل عبوة واحدة، بعدما كنت إنسانًا منتجًا ومسؤولًا عن إعالة أسرتي. اليوم لا أستطيع التحرك سوى مترين خارج خيمتي."

واختتم حديثه قائلاً: "كل ما أتمناه اليوم هو الحصول على كرسي كهربائي جديد يساعدني على التنقل، وأن أستعيد ولو جزءًا من حياتي السابقة. ما زلت أؤمن أن الإرادة قادرة على الانتصار، لكنني بحاجة إلى أن يشعر العالم بنا."

Loading...