إطلاق موسوعة رائدة للبروفيسور معتصم عديلة تضع فلسطين في موقع ريادي على الخريطة العالمية للأنثروبولوجيا الثقافية

في إطار إنجاز علمي غير مسبوق، وزارة الثقافة وجامعة دار الكلمة تطلقان الموسوعة العلمية الرائدة للبروفيسور معتصم عديلة، أستاذ علم الإثنوميوسيكولوجيا ودراسات الثقافة في كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة دار الكلمة. وتحمل الموسوعة عنوان: "موسوعة أنثروبولوجيا الممارسات الغنائية النسائية في فلسطين: دراسة فلسفية – تأريخية – بلاغية – إثنوميوسيكولوجية"، ويضع هذا الإنجاز العلمي فلسطين في موقع ريادي على الخريطة العالمية في مجال الأنثروبولوجيا الثقافية، حيث تعتبر الموسوعة وثيقة إبستمولوجية فريدة، وعملًا تأسيسيًا نادرًا في حقل الدراسات الأنثروبولوجية الثقافية، إذ تقدم مقاربة تكاملية للممارسات الغنائية النسائية عبر توظيف الفلسفة والتاريخ والبلاغة والأنثروبولوجيا الثقافية. كما تمثل أول عمل موسوعي على مستوى العالم يتناول أنثروبولوجيا هذه الممارسات، وبالتالي فهي تعتبر إنجازًا علميًا وأكاديميًا وثقافيًا عالميًا يثري المشهد الأنثروبولوجي العالمي. وقد صدرت الموسوعة في ثلاثة مجلدات تجاوز مجموع صفحاتها (2000) ألفي صفحة، وقد استغرق العمل عليها أكثر من سبع سنوات من الجهد المتواصل والدؤوب.
وتتجلّى ريادة هذه الموسوعة عالميًا في إحداث نقلة نوعية في دراسة الممارسات الثقافية أنثروبولوجيًا، لا سيما في المجتمعات متعددة الثقافات. فعلى المستوى العلمي، يشكل الجمع بين المناهج الفلسفية والتاريخية والبلاغية، والإثنوميوسيكولوجية ضمن إطار أنثروبولوجي واحد سابقة معرفية تُثري الحقل البحثي عالميًا. من هذا المنطلق، تمثل الموسوعة نواة لعلم جديد يعمل البروفيسور عديلة على ابتكاره وتأسيسه، من خلال بناء وبلورة قاعدته المعرفية وأطره النظرية ومنهجيته العلمية، وقد أطلق عليه اسم علم الميتاسونولوجي (Metasonology) ويقوم هذا العلم الناشئ على تكامل الأنثروبولوجيا، الفينومينولوجيا، والدراسات الصوتية، بهدف مقاربة الصوت البشري والممارسات الصوتية بوصفها ظواهر أنطولوجية وثقافية تتجاوز حدود التحليل الصوتي التقليدي. وبذلك، تصبح الممارسات الصوتية بكافة أشكالها وقائع ثقافية وإنسانية تسهم في فهم العلاقة بين الصوت والوجود والذاكرة والهوية الجمعية.
وتتجلى قوة هذا العمل الموسوعي وأهمية نتائجه في كونه قائمًا على قاعدة بحثية واسعة شملت أكثر من ألف (1000) نموذج غنائي نسائي شعبي، جُمعت من خلال جهد ميداني وتوثيقي أرشيفي دؤوب أتمّه البروفيسور عديلة في إطار مشروع بحثي تمهيدي لهذا العمل حمل عنوان "موسوعة الغناء النسائي الشعبي في فلسطين". كما شملت عملية الجمع توثيق الأغاني، وتدوين الجمل الشعرية، والخطوط اللحنية، والأبعاد الإثنوغرافية من مختلف المناطق الفلسطينية، بعد ذلك، خضعت هذه المادة لمقاربة متعددة التخصصات تدمج بين الرؤية الأنثروبولوجية والتحليل الفلسفي الفينومينولوجي والبلاغي والتأريخي والإثنوميوسيكولوجي، ما منحها عمقًا معرفيًا مركبًا، مقدمة بذلك إسهامًا عالميًا رصينًا وجديدًا في دراسة أنثروبولوجيا الممارسات الثقافية.
- أدناه رابط للدخول على ملخص الموسوعة https://moc.pna.ps/listBooks.php
ويجدر بالذكر أن البحث العلمي يحتل موقعًا مركزيًا في مسيرة بروفيسور عديلة، إذ ركزت أبحاثه على أنثروبولوجيا الممارسات الثقافية والتراث العربي الفلسطيني من منظور إثنوميوسيكولوجي وفلسفي، إلى جانب اهتمامه بالتنظير الموسيقي العربي وفلسفته وعلومه في الحضارة الإسلامية حتى يومنا هذا، وكذلك أبعاده السوسيولوجية والسيكولوجية والثقافية، فضلاً عن الدراسات المقارنة بين الثقافات العالمية. وعبر مسيرته البحثية أنجز ما يقارب المئة بحث ودراسة علمية تنوعت بين كتب وأبحاث مُحكّمة منشورة في مجلات علمية مرموقة، ودراسات مقدمة لمؤتمرات وندوات متخصصة على المستويين العربي والدولي.
حصل البروفيسور عديلة على درجة الدكتوراه في علم الإثنوميوسيكولوجيا (Ethnomusicology) من أكاديمية تشايكوفسكي الوطنية عام 1997، وهو أكاديمي وباحث ومؤرخ بارز في مجال أنثروبولوجيا الممارسات الثقافية في السياق العربي الفلسطيني. عمل أستاذًا في العديد من الجامعات الفلسطينية، كما شغل مناصب أكاديمية متعددة، فقد أسهم في تأسيس وترؤس عدة دوائر أكاديمية ومراكز بحثية في عدة جامعات فلسطينية، ونظراً لما يتمتع به من خبرة علمية وأكاديمية وبحثية واسعة أوكلت إليه مهمة إعداد ملف اعتماد جامعة دار الكلمة، وبعد حصول جامعة دار الكلمة على الاعتماد، أسس فيها كلية الدراسات العليا والبحث العلمي وتولى عمادتها وبنى برامجها الأكاديمية.
ولتميّزه في البحث العلمي، شارك البروفيسور عديلة في كتابة موسوعة موسيقى العالم الصادرة عن المكتبة البريطانية، كما اختير خبيرًا ضمن لجنة الخبراء العرب للمشاركة في كتابة موسوعة ذاكرة العالم العربي – التوثيق الرقمي للتراث. ويشغل حاليًا عضوية عدد من المجالس العلمية والبحثية الدولية، ومنها المنتدى البريطاني للإثنوميوسيكولوجيا (BFE) . كما حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والمنح البحثية، كان آخرها جائزة البحث العلمي على مستوى العالم العربي من المجمع العربي للموسيقى – جامعة الدول العربية.