شاهد: تفاصيل استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي بعد اختطافه في غزة

شيّع صحفيون ونشطاء فلسطينيون في مدينة غزة، مساء اليوم، جثمان الصحفي صالح الجعفراوي الذي ارتقى جراء جريمة اختطاف وقتل نفذتها عصابات خارجة عن القانون في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، في حادثة أثارت غضبًا واسعًا وحزنًا عميقًا في الأوساط الإعلامية والشعبية.

وبحسب المعلومات الأولية، انقطع الاتصال بالصحفي الجعفراوي منذ ساعات الصباح، عقب عملية اختطاف غامضة نفذها مسلحون مجهولون في منطقة الصبرة.

وأفاد شهود عيان بأن مجموعة مسلحة أطلقت النار خلال عملية الخطف، قبل أن تقتاده إلى جهة غير معلومة. وبعد ساعات من البحث، عُثر على جثمانه وقد فارق الحياة متأثرًا بإصابته.

ورغم مرور ساعات على الحادثة، لم تصدر الجهات الأمنية في غزة بيانًا رسميًا يوضح ملابسات الجريمة أو هوية المنفذين، ما زاد من حالة الغضب الشعبي والمطالبة بالكشف الفوري عن الجناة وتقديمهم للعدالة.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي آخر ما كتبه الصحفي الراحل على صفحته الشخصية، حيث كان يوثق لحظات من الحياة اليومية في غزة، معبرًا عن أمله بعودة الأمن والاستقرار. وكتب أحد أصدقائه: "كان صالح صوته هادئًا وكلماته مؤثرة، لم يكن طرفًا في أي صراع، لكنه دفع حياته ثمنًا للفوضى".

الناشط المعروف محمود زعيتر كان من بين من تحدثوا عن اختفاء الجعفراوي، حيث كتب عبر صفحته: "تم التواصل منذ قليل مع والد صالح الجعفراوي عن طريق الصحفي حاتم الرواغ، وكان الرد من والده أن صالح مفقود منذ الصباح، ادعوا له بالسلامة".

لكن بعد ساعات، عاد زعيتر لينشر الخبر المؤلم: "لا حول ولا قوة إلا بالله، مكتوب علينا الألم حتى في أوقات الراحة، صالح الجعفراوي في ذمة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، يا رب صبرك".

حادثة استشهاد الجعفراوي أثارت موجة تضامن كبيرة بين الصحفيين الفلسطينيين، الذين دعوا إلى حماية العاملين في المجال الإعلامي من الاستهداف والتهديد، سواء من الاحتلال أو من جهات مجهولة تعبث بأمن المجتمع. وقال أحد الصحفيين عبر منصة "إكس": "صالح كان صحفيًا حرًا ينقل الحقيقة دون تحريض أو اصطفاف، وما جرى له جريمة تهز الضمير الإنساني وتستوجب محاسبة فورية".

وتداول ناشطون وسماً بعنوان #العدالة_للجعفراوي للمطالبة بفتح تحقيق نزيه وشفاف في الجريمة، وسط دعوات من مؤسسات حقوقية وإعلامية لوقف حالة الفلتان الأمني في القطاع التي تكررت خلال الأشهر الأخيرة.

ويُعد الصحفي صالح الجعفراوي من الوجوه الإعلامية المعروفة على شبكات التواصل الاجتماعي في غزة، وعُرف بتغطيته الميدانية للأحداث الإنسانية خلال الحرب الأخيرة، إلى جانب عمله في إنتاج مواد مرئية تعبّر عن معاناة الناس وأحلامهم.

وبينما عمّ الحزن أوساط زملائه وأصدقائه، تتواصل المطالبات بمحاسبة الجناة وكشف تفاصيل الجريمة التي أودت بحياة إعلامي شاب ترك أثرًا واسعًا في قلوب من عرفوه.

وكتب أحد أصدقاء صالح: "رحم الله الصحفي صالح الجعفراوي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وزملاءه الصبر والسلوان".