خاص| تصعيد ميداني في غزة رغم الهدنة: 44 شهيدًا وخروقات إسرائيلية متواصلة لاتفاق وقف النار
لم تصمد الهدنة في قطاع غزة طويلًا أمام التصعيد الميداني، إذ واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها للاتفاق عبر غاراتٍ وعمليات قصفٍ استهدفت مدنيين ونازحين، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء. وبينما تصف المقاومة ما يجري بأنه محاولة إسرائيلية لإعادة تفجير الأوضاع، تتحدث مصادر عن ضغوطٍ دولية لاحتواء الموقف ومنع عودة الحرب إلى نقطة الصفر.
وقال مراسلنا في غزة ربا خالد إن التطورات الميدانية خلال الساعات الماضية كانت "الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ"، مشيرةً إلى أن جيش الاحتلال شنّ عشرات الغارات الجوية التي أسفرت عن استشهاد 44 مواطنًا في أنحاء متفرقة من القطاع.
وأضافت أن التصعيد بدأ باستهداف النازحين على شارع الرشيد، تلاه إطلاق نار مباشر تجاه المدنيين العائدين إلى منازلهم المدمّرة عبر طائرات مسيّرة وآليات عسكرية إسرائيلية، قبل أن تُرتكب مجزرة بحق عائلة أبو شعبان في حيّ التون بمدينة غزة، حيث استهدفت طائرةٌ حربية مركبتهم بقذيفة مباشرة أدت إلى استشهاد 11 فردًا من العائلة.
وأوضحت المراسلة أن "المكتب الإعلامي الحكومي في غزة صنّف هذه الاعتداءات بأنها خروقات واضحة لاتفاق وقف إطلاق النار، تشمل أيضًا عدم التزام الاحتلال بإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات المتفق عليها، إضافة إلى استمرار إغلاق معبر رفح البري ورفض إدخال المعدات اللازمة لرفع الأنقاض والوصول إلى جثامين الشهداء".
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي "يواصل عرقلة وصول طواقم الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة، في وقتٍ ما زال فيه عدد من الأسرى الإسرائيليين بيد المقاومة الفلسطينية داخل القطاع، التي تحاول الوصول إليهم بعد استهداف الاحتلال لمناطق أسرهم".
وتابعت في حديثها لراية أن التطورات وصلت إلى اشتباكٍ مسلحٍ في مدينة رفح جنوب القطاع، أسفر — وفق الرواية الإسرائيلية — عن مقتل جنديين وإصابة آخرين. وأشارت إلى أن كتائب القسام أصدرت بيانًا أكدت فيه أنها "منقطعة عن الاتصال بمجاهديها في رفح منذ مارس/آذار الماضي" ولا تعلم طبيعة الاشتباك أو الجهة المنفذة له.
وبحسب التقديرات الأولية — كما أوضحت المراسلة — فإن الاشتباك "قد يكون مرتبطًا بمحاولات الاحتلال ملاحقة عصاباتٍ محلية تعمل وفق أجندته الأمنية، من بينها مجموعات مسلحة بقيادة ياسر أبو شباب في مدينة رفح"، مضيفةً أن الاحتلال "يستغل هذه الحوادث لتبرير عملياته العسكرية واستهدافاته الجوية".