"مدى": استهداف الصحفيين في الزوايدة جريمة حرب جديدة ضد الحقيقة

يدين المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" بأشد العبارات الجريمة الجديدة التي استهدفت الصحفيين الفلسطينيين خلال تأدية واجبهم المهني، بعد أن قصفت طائرات استطلاع تابعة للاحتلال مساء يوم أمس الأحد شاليها سياحيا في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، كان يستخدم كمقر عمل وإقامة لعدد من الصحفيين التابعين لشركة PMP للبث الفضائي.
وقد أسفر هذا القصف عن استشهاد الصحفي أحمد أبو مطير، مهندس البث الفضائي في الشركة، والطفل بشار الزعانين نجل المصور الصحفي محمد الزعانين، إضافة إلى إصابة المصور إسماعيل جبر بجراح، فيما نجا الصحفيون باسم الأعرج، وأحمد عوكل، ومحمد نصار من القصف.
كما أدى الاستهداف إلى تدمير سيارة البث التابعة للشركة وتعطلها عن العمل بعد إصابتها بشكل مباشر، وإلحاق أضرار جسيمة بمعدات التصوير والكوابل الخاصة بعمليات البث الفضائي، فضلا عن تضرر عدد من المركبات الخاصة بالصحفيين في الموقع.
يؤكد مركز "مدى" أن هذا القصف يمثل جريمة حرب واضحة وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين والعاملين في الحقل الإعلامي، ويأتي في سياق السياسة الممنهجة للاحتلال لإسكات الحقيقة ومنع نقل ما يجري في قطاع غزة من جرائم وانتهاكات.
ويشدد مركز مدى على أن الصحفيين الفلسطينيين، الذين فقدوا مقراتهم الإعلامية جراء القصف المتكرر، اضطروا لاستخدام أماكن بديلة لمتابعة عملهم المهني في خدمة البث الفضائي وتغطية الأحداث، ما يجعل استهدافهم في هذه الظروف دليلا إضافيا على الطابع المتعمد لهذا العدوان. كما أن هذا العدوان وقع خلال فترة يفترض فيها سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما يشكل خرقا فاضحا لهذا الاتفاق، ويؤكد استمرار الاحتلال في تجاهل الالتزامات الدولية والاستهتار بكل الأعراف والمواثيق الإنسانية.
يطالب "مدى" المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمؤسسات المعنية بحرية الصحافة، بالتحرك العاجل لوقف استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في غزة، وفتح تحقيق دولي مستقل في جرائم الاحتلال بحق الإعلاميين، ومحاسبة المسؤولين عنها وفق القانون الدولي.