الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:26 AM
الظهر 12:24 PM
العصر 3:35 PM
المغرب 6:05 PM
العشاء 7:20 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خلال مؤتمر صحفي مشترك في وزارة الزراعة برام الله

التأكيد الجماعي على حماية موسم الزيتون وتعزيز صمود المزارعين وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية

جانب من المؤتمر الصحفي
جانب من المؤتمر الصحفي

نظّمت وزارة الزراعة الفلسطينية صباح أمس الثلاثاء في مقرها بمدينة رام الله، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا بعنوان "نحو حملة رسمية وشعبية ومجتمعية لحماية موسم قطف الزيتون وتعزيز صمود القطاع الزراعي"، بمشاركة هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، لمناقشة واقع القطاع الزراعي وموسم قطف الزيتون 2025، وتداعيات تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض والمزارعين والموارد الطبيعية.

وشدّد المتحدثون على ضرورة توفير الحماية الدولية للمزارعين الفلسطينيين وضمان وصولهم الآمن إلى أراضيهم الزراعية، مؤكدين أن استمرار الانتهاكات يشكّل تهديدًا مباشرًا لمنظومة الأمن الغذائي الوطني، ولحقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على موارده الزراعية والمائية.

وزير الزراعة: حماية الزيتون حماية للهوية الوطنية والغذائية

أكد وزير الزراعة البروفيسور زرق سليمية في كلمته الافتتاحية أن القطاع الزراعي الفلسطيني يمثل ركيزة أساسية للأمن الغذائي والسيادة الوطنية ورافعة للتنمية الريفية المستدامة ومحاربة الفقر والبطالة، إذ يساهم بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر أكثر من 60 ألف فرصة عمل مباشرة.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية، ما يحرم الفلسطينيين من استثمار أراضيهم الزراعية ومصادرهم المائية، لافتًا إلى أن خسائر القطاع منذ مطلع العام تجاوزت 70 مليون دولار نتيجة اقتلاع الأشجار وتدمير البنية التحتية الزراعية وسرقة الثروة الحيوانية.

وأوضح سليمية أن شجرة الزيتون تمثل أكثر من 70% من الأشجار المثمرة في فلسطين، وتجسّد الهوية الفلسطينية المتجذرة في الأرض، موضحًا أن الاحتلال والمستوطنين اقتلعوا منذ أكتوبر الماضي أكثر من 15 ألف شجرة زيتون، ما انعكس سلبًا على الإنتاج المحلي واستقرار سلاسل الإمداد الغذائي.

وتطرّق الوزير إلى حملة "زيتون 2025" التي تنفذها الوزارة بالشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، وتهدف إلى تعزيز صمود المزارعين في المناطق المهددة، وتمكينهم من الوصول الآمن إلى أراضيهم، وتوثيق الانتهاكات الزراعية، ودعم برامج إعادة التأهيل وتعزيز الإنتاج المحلي.
وكشف أن قوات الاحتلال اعتقلت 32 متطوعًا دوليًا من جنسيات أوروبية مختلفة شاركوا في الحملة، في انتهاك واضح للحق في التضامن الإنساني.

هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: المستوطنون يمارسون إرهابًا زراعيًا منظّمًا

من جانبه، أوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان أن ما يجري في الضفة الغربية هو "إرهاب زراعي منظّم" تمارسه ميليشيات المستوطنين المسلّحين بحماية جيش الاحتلال، في محاولة لتحويل موسم الزيتون من موسم للخير والعطاء إلى موسمٍ من الخسارة والعنف.

وبيّن أن الهيئة وثّقت خلال أقل من أسبوعين أكثر من 150 اعتداء، شملت سرقة المحاصيل وأدوات القطف واقتلاع نحو 700 شجرة زيتون، داعيًا إلى تفعيل منظومة الحماية الشعبية والدولية للمزارعين، ومحاسبة المستوطنين على جرائمهم، وتعزيز العمل التكاملي بين المؤسسات الرسمية والأهلية وبلديات القرى في المناطق المستهدفة.

شبكة المنظمات الأهلية: نحو خطة وطنية للإنعاش الزراعي

وفي مداخلته، استعرض منجد أبو جيش، مدير عام جمعية التنمية الزراعية وعضو شبكة المنظمات الأهلية، حجم الدمار الواسع للقطاع الزراعي في قطاع غزة، مشيرًا إلى تدمير أكثر من 90% من البنى التحتية الزراعية بما في ذلك الآبار، والبيوت البلاستيكية، ومزارع الثروة الحيوانية، ومعاصر الزيتون، حيث تحوّل أكثر من 40 ألف دونم مزروعة إلى 4 آلاف فقط.

وأكد أبو جيش أهمية وضع خطة وطنية شاملة لإعادة زراعة الزيتون، وبناء برامج تعافٍ زراعي مستدامة تدمج مفاهيم الصمود والحوكمة الزراعية الرشيدة وإدارة الموارد الطبيعية بكفاءة، مشددًا على أن "الأرض الفلسطينية يجب أن تبقى منتجة ومحصّنة ضد التهجير والاستيطان".

رسالة المؤتمر: نحو زراعة مقاومة وسيادة غذائية وطنية

وشدد المشاركون في ختام المؤتمر على أن موسم الزيتون هذا العام يمثل معركة وجود وصمود، وأن الدفاع عن المزارع الفلسطيني هو دفاع عن الأمن الغذائي والسيادة على الأرض.

وأكدوا ضرورة دعم برامج وزارة الزراعة في إطار خطة الإنعاش الزراعي الوطني 2025–2027، وتوسيع مبادرة "الاستجابة العاجلة" لحماية سبل العيش وتعزيز قدرات المزارعين على التكيف والصمود.

واختُتم المؤتمر بالتأكيد على أن الزراعة الفلسطينية ستبقى خط الدفاع الأول عن الهوية الوطنية، وأن الشعب الفلسطيني قادر على تحويل التحديات إلى فرص نحو اقتصاد زراعي منتج ومستدام يرسّخ الحق في الأرض والسيادة والكرامة.

Loading...