خاص| الاتصالات في غزة: بنية تحتية مدمّرة تسابق الزمن لإعادة وصل الناس بالحياة
كشف المدير التنفيذي في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات ليث دراغمة، في حديث خاص لـ"رايــة"، عن حجم الدمار الكبير الذي طال قطاع الاتصالات في غزة، مؤكدًا أن هذا القطاع الحيوي كان الأكثر تأثرًا كونه يمثل البنية التحتية الأساسية لكافة الخدمات الحيوية في القطاع.
وأوضح دراغمة أن الجهود تبذل حاليًا لإعادة تشغيل الشبكات وتحسين الخدمات، رغم فقدان طواقم فنية نادرة ومعدات أساسية، مشيرًا إلى أن إدخال الأجهزة ووقود التشغيل ما زال محدودًا، لكنه يمثل خطوة نحو إعادة الإعمار التقني وعودة الخدمة تدريجيًا للمواطنين.
وقال دراغمة، إن العامين الأخيرتين كان لهما تأثير بالغ على مختلف القطاعات في غزة، "لكن الضرر في قطاع الاتصالات كان الأعمق، نظرًا لكونه البنية التحتية التي تستند إليها كل الخدمات الأخرى، سواء المصرفية أو التعليمية أو الصحية أو الإغاثية وحتى الإعلامية".
وأوضح دراغمة أن استهداف العمارات السكنية التي كانت تتخذها شركات الاتصالات كمواقع حيوية لتغطية الشبكات، أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من البنية التحتية، بما في ذلك مسارات الألياف الضوئية (الفايبر)، ما تسبب بانقطاع واسع للخدمات الأرضية والإنترنت.
وأضاف أن الاعتماد خلال الفترة الأخيرة في غزة كان على الخدمات اللاسلكية بسبب صعوبة إعادة بناء الشبكات الأرضية، متوقعًا أن تستمر هذه الخدمات كخيار أساسي للمواطنين في المرحلة القادمة.
وأشار إلى أن شركات الاتصالات تعمل حاليًا بكامل طاقتها لإعادة الخدمات إلى وضع أفضل مما كانت عليه، موضحًا أن ذلك "يتوقف على استمرار حالة الهدوء والسماح بإدخال المعدات وقطع الغيار وأجهزة الصيانة الضرورية".
وأكد دراغمة أن إدخال بعض المعدات بدأ بالفعل، لكنه لا يزال محدودًا مقارنة بحجم الدمار الكبير، مضيفًا أن الشركات الفلسطينية فقدت أيضًا "طواقم فنية نادرة ومعدات كانت تستخدم لإعادة وصل الشبكات أثناء الحرب"، نتيجة الاستهداف المباشر.
وبيّن أن تحسن الخدمات مرهون بزيادة كميات الوقود والمعدات المسموح بدخولها، إلى جانب رفع كميات الإنترنت التي تغذي القطاع، مضيفًا أن "الشركات تسعى لرفع جودة الخدمة وتحسين سرعة الإنترنت لتلبية احتياجات التعليم والخدمات المصرفية والإنسانية".
