لا رادع..
رئيس بلدية حوّارة لراية: حوّارة تُستنزف يوميًا بين اعتداءات المستوطنين والإغلاقات
تتواصل معاناة أهالي بلدة حوّارة جنوب نابلس في ظل حصارٍ خانق واعتداءاتٍ متكررة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
البلدة التي تحولت إلى بؤرةٍ يوميةٍ من التوتر، تشهد منذ عامين تصعيدًا ممنهجًا طال حياة السكان ومصادر رزقهم، وسط غياب أي رادع حقيقي أو تدخل فعّال للحد من الانتهاكات المتواصلة.
في حديثٍ خاص لـ"رايــة"، وصف رئيس بلدية حوّارة جهاد عوضي المشهد في البلدة بأنه أصبح "مشهدًا متكررًا ومعتادًا" لكل المواطنين، قائلاً إن حوّارة تستيقظ يوميًا على اقتحامات واعتداءات من قبل المستوطنين، إلى جانب إغلاقات متكررة واعتداءات على الممتلكات.
وأضاف أن جيش الاحتلال يتخذ في كل اقتحام شكلًا جديدًا من أشكال الانتهاك، مشيرًا إلى أن الليلة الماضية شهدت اعتداءً خطيرًا حين هاجمت مجموعة من المستوطنين أحد المواطنين ومنعوه من دخول منزله في الحي الجنوبي، قبل أن يتدخل الارتباط الفلسطيني.
ولفت إلى أن الاعتداءات شملت سابقًا إحراق منزلٍ والاعتداء على عائلاتٍ داخل بيوتها، مؤكدًا أن ما يجري بات مشهدًا يوميًا دون وجود أي رادع أو حماية.
وأوضح عوضي أن المحال التجارية من دوّار الزيتونة حتى دوّار سلمان الفارسي لا تزال مغلقة منذ أمس، بانتظار ما سيقرره جيش الاحتلال بشأن إعادة فتحها، مشيرًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُغلق فيها البلدة، إذ شهدت خلال الأشهر الماضية إغلاقاتٍ متكررة منذ أكثر من عامين.
وقال إن الخسائر الاقتصادية كبيرة ولا يمكن حصرها، حيث أُغلِق نحو 50 إلى 60% من المحال التجارية بشكل دائم، واضطر أصحابها إلى مغادرة البلدة بسبب تكرار الاعتداءات، مشددًا على أن هذه الانتهاكات سبقت حرب أكتوبر واستمرت بعدها بوتيرةٍ متصاعدة.
وبيّن رئيس البلدية أن أكثر من 300 محل تجاري أُغلِق حتى الآن، في وقتٍ أثّر فيه الشارع الالتفافي والإغلاقات المستمرة على حركة التجارة، ما دفع كثيرًا من التجار والمواطنين إلى الرحيل.
وأشار إلى أن البلدية تتواصل مع المؤسسات الوطنية والدولية للتقليل من الأضرار التي لحقت بالبلدة، مذكّرًا بأن حوّارة تلقت دعمًا سابقًا من الإمارات وقطر وبعض الجهات الخيرية، لتعويض المتضررين جزئيًا، لكن ضعف الإمكانات الاقتصادية للحكومة الفلسطينية حال دون تقديم تعويضات شاملة.
وطالب عوضي المؤسسات الوطنية والجهات الداعمة بالعمل على تعويض التجار والعائلات التي فقدت مصادر رزقها بسبب الاعتداءات المستمرة والإغلاقات التي شلّت الحياة في البلدة.

