فرض وقائع جديدة
داوود لراية: إقامة أحياء استيطانية جديدة ضمن خطة ممنهجة لابتلاع الأرض
حذّر مدير التوثيق والنشر في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أمير داوود، من تصعيد خطير في النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، مع اقتراب المصادقة على أكثر من ألفي وحدة استيطانية جديدة ضمن جلسات التخطيط القادمة، معتبراً أن ذلك “يأتي في إطار هجمة ممنهجة تستهدف الجغرافيا الفلسطينية بالتفتيت والضم”.
وأوضح داوود في حديث خاص لشبكة رايـــة الإعلامية أن اللافت في هذه المرحلة هو تركيز حكومة الاحتلال على إنشاء أحياء استيطانية جديدة في مستوطنات أفني حيفتس وعناب في طولكرم، وروشد سريم في تجمع غوش عتصيون ببيت لحم، مؤكداً أن ما يجري “لم يعد مجرد توسع محدود، بل إقامة أحياء منفصلة جغرافياً عن المستوطنات الأم، بما يشمل بنى تحتية وشوارع جديدة، ما يعني عملياً مصادرة مساحات أوسع من الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف أن العام الماضي شهد تصعيداً غير مسبوق في سياسات الاحتلال القائمة على “فرض الوقائع على الأرض”، مشيراً إلى أن إسرائيل تبرر إنشاء هذه الأحياء تحت مسمى “التوسع الطبيعي”، في حين أنها في الحقيقة “تقيم مستوطنات جديدة بالكامل”.
وبيّن داوود أن حكومة الاحتلال الحالية تستخدم ملف الاستيطان “كأداة انتخابية”، لافتاً إلى أن شوارع الضفة الغربية امتلأت بشعارات انتخابية لوزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، تتباهى بعدد الوحدات التي تم التصديق عليها والمبالغ التي رُصدت لتطوير البنى التحتية في المستوطنات.
وأشار إلى أن إسرائيل قامت خلال الأشهر الماضية بتحويل 13 حيًّا استيطانيًا إلى مستوطنات مستقلة، في خطوة تؤكد “أن ما يُسمى بالتوسّع الطبيعي هو خدعة سياسية لتغطية مشاريع استيطانية كاملة”.
إرهاب المستوطنين يخرج عن السيطرة
وفي تعقيبه على تصريحات مصادر أمنية إسرائيلية زعمت أن هجمات المستوطنين خرجت عن السيطرة، قال داوود إن هذه “محاولة لتبرئة جيش الاحتلال من المسؤولية”، مؤكداً أن ما يجري على الأرض “هو تبادل وظيفي منظم بين الجيش والمستوطنين، حيث لا يتحرك المستوطنون باتجاه أي قرية فلسطينية دون حماية مباشرة من جيش الاحتلال”.
واختتم داوود بالتأكيد أن “الجيش الإسرائيلي لا يكتفي بالمراقبة، بل يمنع الفلسطينيين من الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم”، مشيراً إلى أن الحوادث الميدانية توثق بوضوح “التنسيق الكامل بين الجيش والمستوطنين في تنفيذ الاعتداءات الإرهابية ضد القرى الفلسطينية”.

