ضمن مشروع "وئام" الذي تنفّذه مؤسسة REFORM جلسة حوارية: “الخطاب الديني والسلم الأهلي – الواقع والمأمول”

ضمن مشروع "وئام" الذي تنفّذه مؤسسة REFORM، عُقدت جلسة حوارية في مكتب المؤسسة برام الله، بمشاركة وزارة الاوقاف ونيافة المطران عطا الله حنا وعدد من الناشطين المجتمعيين والمؤسسات. 

تناول اللقاء واقع الخطاب الديني في فلسطين، ومدى استجابته للتحولات الاجتماعية والسياسية، وأهميته في تعزيز السلم الأهلي. افتتح الجلسة السيد نديم قنديل، مدير العمليات في المؤسسة، بكلمة ترحيبية أكد فيها على أهمية المنصة الدينية في تعزيز قيم السلم الأهلي،  كاحترام التنوع ونبذ العنف وبناء الثقة داخل المجتمع. من جانبه، تحدّث نيافة المطران عطا الله حنا من القدس، مؤكداً في مداخلته على تجربة التعايش والتسامح التاريخي بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، ودورها في مقاومة الاحتلال والظلم.

بدوره، أوضح الشيخ نبيه أبو عرة، مدير الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، على إيمان الوزارة بأهمية المنصة الدينية في تعزيز السلم الأهلي مؤكدًا أن الخطاب الديني الواعـي يسهم في نشر قيم التسامح والتكافل والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع، ويعزز روح المسؤولية الجماعية في مواجهة مظاهر الانقسام والتوتر. 

وأكد المشاركون أن تطوير الخطاب الديني يتطلب تمكين الخطباء والأئمة في مجالات المهارات والعلوم الاجتماعية، ومهارات الخطابة والاتصال، بما يعزز قدرتهم على التواصل مع المجتمع والتفاعل مع قضاياه الراهنة. كما تمت الدعوة إلى تبنّي آلية تفاعلية لاستقبال القضايا الإشكالية من المجتمع المحلي لتكون الخطب والدروس أكثر ارتباطًا بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمواطنين. وشدد المشاركون على أهمية الابتعاد عن تأويل الظواهر الكونية، وجعل خطبة الجمعة ملموسة ومباشرة ومواكبة لأولويات المرحلة وقضايا الناس اليومية. وفي هذا الإطار، تم التأكيد على ضرورة أن تتبنى المساجد الواقعة خارج نطاق إدارة الوزارة خطابًا دينيًا مجتمعيًا منفتحا ينسجم مع الجهود الوطنية لتعزيز السلم الأهلي ووحدة النسيج الاجتماعي

وفي ختام الجلسة، طالب المشاركون بضرورة وضع آليات واضحة لتطوير خطاب دامجاً لمفاهيم السلم الأهلي، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، والقضايا اليومية للمواطنين في خطب الجمعة والدروس الدينية، بما يجعل الخطاب الديني أداة داعمة للإصلاح المجتمعي.

تأتي هذه الجلسة ضمن مشروع "وئام" بالشراكة مع وزارة الخارجية الفيدرالية السويسرية، في إطار تعزيز المشاورات العامة بين المواطنين الفلسطينيين خاصة الشباب والحكومة الفلسطينية عبر مكتب الإصلاح المؤسسي والحكومي ووزارة الأوقاف الفلسطينية. حيث يوفر المشروع مساحة تفاعلية تمكن المواطنين وخاصة فئة الشباب من التعبير عن قضاياهم والمساهمة في التأثير على السياسات العامة. كما يسعى المشروع إلى تفعيل دور المنصات الدينية في تناول القضايا المجتمعية المختلفة، لا سيما المرتبطة بالانسجام والسلم الأهلي، بما يسهم في تعزيز المواطنة والانتماء المجتمعي.