قدورة فارس لراية: قانون الإعدام الجديد ابتزاز سياسي داخل ائتلاف نتنياهو ولن يحقق أمنًا لإسرائيل

قال الرئيس السابق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، إن المصادقة على مشروع قانون الإعدام في إسرائيل تأتي في سياق المزايدات والابتزازات داخل الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن القانون لا يهدف لتحقيق الردع بقدر ما يعكس صراعًا داخليًا بين أطراف اليمين المتطرف الساعين لتثبيت حضورهم السياسي.

وأوضح فارس، في حديث خاص لـ"رايــة"، أن "ما يجري منذ عامين داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل هو عملية ابتزاز متبادل بين مكوناته، حيث تبرز شخصيتان مؤثرتان رغم صغر حجم حزبيهما، هما بن غفير وسموتريتش، اللذان ابتزّا نتنياهو مرارًا وتكرارًا في القضايا السياسية والتشريعية".

وأضاف أن "نتنياهو ليس بالضرورة مؤمنًا بعقوبة الإعدام أو يمثل تيارًا عصريًا، لكنه يخضع لحسابات سياسية داخلية، في حين أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية – الجيش والشاباك – كانت ترفض في السابق تنفيذ هذه العقوبة لأن من شأنها أن تُفاقم الوضع الأمني بدلاً من أن تشكل رادعًا للفلسطينيين".

وأكد فارس أن "إسرائيل تمتلك قانونًا عسكريًا يتيح تنفيذ عقوبة الإعدام، لكنها لم تُفعّله ليس احترامًا للقانون الدولي أو رحمة بالفلسطينيين، وإنما لأن المؤسسة الأمنية ترى أن هذا لن يضيف إلى الأمن الإسرائيلي شيئًا".

وتابع موضحًا: "القانون الجديد يهدف إلى فرض عقوبة الإعدام على كل من يقتل إسرائيليًا، بينما في القانون القائم حاليًا يُحكم بالمؤبد مع عقوبات جماعية أخرى كهدم المنازل. أما التعديل الجديد فيزيل القيود التي كانت تمنع تنفيذ الحكم".

وقال فارس إن "القانون الحالي يشترط إجماع القضاة الثلاثة لإصدار حكم الإعدام، لكن المشروع الجديد يسعى لإلغاء هذا القيد، بحيث يُكتفى بالأغلبية، ما يسهل تطبيق العقوبة".

وأضاف أن "المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية مدعوة الآن لأن لا تعارض تفعيل القانون، خاصة أن الهزات السياسية التي أصابت تلك المؤسسات جعلتها أكثر خضوعًا للتجاذبات الحزبية الداخلية".

وأشار إلى أن "من المتوقع أن يصادق الجيش على القانون بشكل غير مباشر من خلال إزالة تحفظاته السابقة، ما يفتح الباب أمام تشريعه وتفعيله في المرحلة المقبلة".

وختم فارس حديثه بالتأكيد على أن "إقرار هذا القانون لن يحقق الأمن لإسرائيل كما تزعم حكومتها، بل سيزيد التوتر ويؤجج الصراع، ويعكس أزمة عميقة داخل النظام السياسي الإسرائيلي الذي بات رهينة لأطراف اليمين المتطرف".