الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:35 AM
الظهر 11:23 AM
العصر 2:25 PM
المغرب 4:53 PM
العشاء 6:09 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"شهادات مؤلمة"..

خاص| بحر غزة مقيد: كيف يمنع الاحتلال صيادي القطاع من استغلال ثروتهم السمكية!

الصياد أحمد حسان
الصياد أحمد حسان

رايــة- غزة:

مع انتهاء الحرب على قطاع غزة، لم يعد البحر مكانًا للأمل كما كان سابقًا، بل أصبح رمزًا للخسائر والمعاناة اليومية للصيادين.

المراكب التي كانت تنقل رزق آلاف العائلات دُمّرت أو أُحرقت، الشباك اختفت، وأدوات الصيد التقليدية أصبحت مفقودة. كل محاولة للعودة إلى البحر أصبحت محفوفة بالمخاطر، وسط قيود صارمة من الاحتلال وزوارقه الحربية التي تمنع الصيادين من التحرك بحرية حتى قرب الشاطئ.

يصف الصياد وليد الزعيم العودة إلى البحر بأنها رحلة صمود في وجه الدمار: "اليوم نعود إلى البحر لكننا بلا شيء، كل ما كنا نملكه دُمّر، المركب احترق، الشباك اختفت، والأدوات القليلة المتبقية بالكاد تسمح لنا بالصيد. أصعب ما في الأمر هو الخوف المستمر من الطرادات الإسرائيلية التي تظهر فجأة أمامنا، تحمل معها الرعب والموت."

ويضيف الزعيم أن الصيد الآن لم يعد مجرد مصدر رزق أو هواية، بل أصبح تحديًا للبقاء: "نحن نبحث عن لقمة العيش بوسائل بسيطة جدًا، أحاول الصيد بالسنارة أو حسكات صغيرة، لكن الكميات ضئيلة جدًا ولا تكفي لعائلاتنا. نعمل في ظروف صعبة جدًا، ونعيش خوفًا دائمًا من الاعتقال أو القتل."

ويؤكد أحمد حسان أن الوضع أصبح مأساويًا بعد تدمير كل معدات الصيادين: "كل شيء ضاع. المراكب دُمّرت، الشباك اختفت، حتى المحلات التي كنا نشتري منها الأدوات دُمّرت. البحر أمامنا، لكن لا شيء نستطيع استخدامه. كل رحلة صيد أصبحت مخاطرة بالحياة، وكمية الأسماك التي نصطادها بالكاد تكفي لعائلة واحدة."

ويضيف: "البحر بالنسبة لنا ليس مجرد مصدر رزق، إنه حياتنا وذكرياتنا وهويتنا. اليوم كل شيء دُمّر، وكل ما تبقى لنا هو سنارات صغيرة نحاول بها الإمساك بأمل بسيط في بحر مملوء بالقيود والخطر."

 قطاع الصيد مشلول بالكامل

يقدم نزار عياش، نقيب الصيادين في غزة، صورة أوضح لأبعاد الكارثة: "منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، تم تدمير أكثر من 95% من ممتلكات الصيادين، من المراكب الكبيرة والصغيرة إلى الشباك والمحركات، إضافة لتدمير الموانئ وسوق السمك ومصانع الثلج. القطاع بأكمله تضرر بشدة، والخسائر المادية تُقدّر بعشرات الملايين من الدولارات، إلى جانب خسائر غير مباشرة نتيجة توقف الإنتاج."

ويؤكد عياش أن قيود الاحتلال لا تزال قائمة: "حتى الآن لا يستطيع الصيادون العمل بحرية. فقط أقل من 20% من الصيادين يغامرون بالدخول لمسافات محدودة في البحر، والبقية عاطلون عن العمل، يعيشون في خيام أو مراكز مؤقتة بعد تدمير منازلهم. كل يوم بدون صيد يعني المزيد من الجوع وارتفاع أسعار السمك بشكل جنوني."

ويشدّد على الحاجة الماسة لتدخل عاجل من المؤسسات الدولية: "المطلوب الآن إعادة بناء المراكب، توفير الشباك والمعدات، إصلاح الموانئ، والسماح للصيادين بالعمل لمسافات محدودة بشكل مرحلي. هذا القطاع حيوي للأمن الغذائي والاقتصادي في غزة، ويجب دعمه من الألف إلى الياء."

بعد وقف إطلاق النار: هل تغير شيء؟

رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار، إلا أن البحر لا يزال مقيدًا أمام الصيادين. الزوارق الحربية الإسرائيلية تحوم قرب الشاطئ، تمنع المراكب من التقدم، وتلاحق الصيادين حتى على مسافات قصيرة.

يقول نزار عياش: "لا شيء تغير فعليًا على الأرض، أكثر من 4500 صياد ما زالوا بلا عمل، بعد عامين من التوقف والنزوح وفقدان البيوت والمعدات. البحر لا يزال مغلقًا، والقيود مستمرة، لكن الصيادين لم يفقدوا الأمل في أن يعود رزقهم وحياتهم الطبيعية إلى البحر."

يبقى البحر اليوم رمزًا للمعاناة والصمود في الوقت نفسه، كل رحلة صيد صغيرة أو سنارة تُرمى في الماء تمثل محاولة للبقاء والاحتفاظ بالهوية وسط الدمار، وتذكّر الجميع بأن غزة، رغم الحرب والقيود، لا تزال صامدة.

Loading...