المصادقة على 19 مستوطنة جديدة.. مرار لراية: مشروع استيطاني قديم يتصاعد بلا رادع
صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عبر المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، على إقامة 19 مستوطنة وبؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد خطير ضمن المشروع الاستيطاني المتواصل منذ بداية الاحتلال.
وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال المستشار القانوني في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عايد مرار، إن هذه المصادقة تمثل "استكمالًا لمسلسل الاستعمار الاستيطاني الذي بدأ مع بداية الاحتلال"، مؤكدًا أن الاستيطان لم يكن يومًا مرتبطًا بحكومة إسرائيلية بعينها، بل هو مشروع استراتيجي ثابت يتسارع أو يتباطأ تبعًا للظروف السياسية.
وأوضح مرار أن حكومة الاحتلال ترى اليوم أن الفرصة سانحة لتعميق الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، في ظل غياب أي رادع دولي، مشيرًا إلى أن ما ارتكبته إسرائيل في قطاع غزة دون مساءلة شجّعها على المضي قدمًا في تنفيذ مخططاتها في الضفة الغربية.
وأضاف أن الاحتلال "يأمن العقاب" على جرائمه، ليس فقط بحق الشعب الفلسطيني، بل أيضًا بحق القوانين الدولية والشرائع التي وُضعت لضبط سلوك الدول، معتبرًا أن ما يجري هو اعتداء ممنهج على شعب موجود على أرضه منذ آلاف السنين.
وحول تفاصيل المخطط الجديد، قال مرار إنه لم تصدر حتى الآن مخططات رسمية دقيقة تحدد المواقع، إلا أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن توجهات طرحها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، لافتًا إلى أن معظم هذه البؤر تقع في الأغوار الشرقية للضفة الغربية، إضافة إلى محاولات لإعادة الاستيطان في نقطتين أُخليتا عام 2005.
وأشار مرار إلى أن الضفة الغربية باتت "مبذورة بالمستوطنات"، حيث يوجد اليوم أكثر من 200 مستوطنة يقطنها نحو 700 ألف مستوطن، سواء في القدس أو في باقي مناطق الضفة، مؤكدًا أن المستوطنات الجديدة ستُضاف إلى هذا الواقع الاستيطاني المتوسع أصلًا.
وشدد على أن الاستيطان لا يقتصر على شخص أو وزير بعينه، بل هو مشروع استراتيجي تبنته دولة الاحتلال منذ نشأتها، ويجري تنفيذه بشكل متواصل.

