فلسطين تُشارك في قمة التعليم الرقمي بتونس
شاركت وزارة التربية والتعليم العالي ممثلة بوكيل التعليم العالي د. بصري صالح في قمة التعليم الرقمي CCK-Huawei Cloud في تونس للعام 2025، تحت إشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي، بتنظيم مركز الحساب الخوارزمي.
وتأتي هذه القمة في إطار مُواكبة التحوّل الرقمي في التعليم العالي والبحث العلمي وتعزيز استخدام الحوسبة السحابية في تطوير الإدارة الذكية والنماذج التعليمية المُبتكرة. وقد جمعت القمة نخبة من القيادات والخبراء من وزارات التعليم العالي، والتربية، والصحة، والمنظمة العربية لشبكات البحث والتعليم، إلى جانب خبراء صناعيين وتكنولوجيين.
وتمثل القمة فرصة سانحة لبناء منصة مفتوحة وتشاركية، تتيح التواصل مع صانعي السياسات والمبتكرين في مجال التكنولوجيا الذين يقودون التعليم الرقمي، واستكشاف أحدث الحلول في مجال السحاب الرقمي الموجه للتعليم، وكذلك تبادل أفضل الممارسات وتعزيز الشراكات ضمن منظومة التعليم الذكي، وتجربة عروض حية لأحدث تطبيقات التعليم المدعومة بالحوسبة السحابية.
وفي كلمته، نقل الوكيل صالح للحضور تحيات وزير التربية والتعليم العالي أ. د. أمجد برهم، شاكراً المُنظِّمين لهذه القمة، مُشيراً إلى أنَّ التحول الرقمي في التعليم العالي ليس مجرد انتقال تقني لاستخدام أدوات وبيانات يبتدعها العالم، بل هو خيار استراتيجي لضمان استمرارية التعليم وتعزيز جودة مخرجاته، "ويبدو أنَّ لذلك أهمية خاصة في أوقات الأزمات والحروب، ففي فلسطين، وخصوصاً منذ بداية عدوان الاحتلال فإنَّ التكنولوجيا تقدم طوق نجاة لعشرات الآلاف من الطلبة في ظل تدمير الاحتلال بشكل ممنهج للمؤسسات الأكاديمية في غزة".
وأضاف صالح: "بالرغم من ذلك حافظ التعليم على كينونته، واستمرت الجامعات في تعليم طلبتها، وواصل الباحثون في مشاركتهم الفاعلة في التقدم للنداءات البحثية، وظل الإبداع ممكناً رغم تعرض 90% من البنية التعليمية للتدمير، وواصل طلبتنا امتحاناتهم تحت القصف، وكأنهم يقولون: نحن لا نتراجع، نحن نبتكر".
وتابع: "لقد أدركنا أنَّه في ظل واقع تغيب فيه الظروف الموضوعية اللازمة لالتحاق الطلبة في مؤسساتهم التعليمية، وفي واقع تتجلى فيه الرغبة على تجاوز كافة العقبات للاستمرار في التعليم والبحث العلمي والريادة، يبرز التحوّل الرقمي والحوسبة السحابية كركيزة أساسية لمتابعة التعليم ولتطوير منظومة التعليم العالي".
ولفت صالح إلى أنه وفي إطار سعي فلسطين الدؤوب لسد الاحتياج المُلِح الناتج عن ممارسات الاحتلال في الضفة ونتائج العدوان في غزة، فقد تم توفير خدمات إصدار الشهادات لطلبة غزة في ظل الحرب، وتوفير فرص لطلبتنا للاستفادة من الخدمات التعليمية التي تقدمها الجامعات الوطنية والعربية عبر منصات رقمية متعددة أسهمت في الحفاظ على مؤسسات التعليم في غزة.
وأشار إلى أنَّ إطلاق بوابة فلسطين البحثية لتكون المنصة الوطنية لكافة الباحثين الفلسطينيين أينما كانوا، يُسهم في التشبيك بينهم وتوفير المصادر، ولتعميم الفرص والنداءات البحثية، إضافةً إلى الانطلاق في تنفيذ مشروع المركز الوطني للتقنيات الناشئة والذكاء الاصطناعي الذي يُشكل فُرصةً كُبرى للأكاديميين والباحثين والقطاع الخاص نحو التعاون المُوجَّه لخدمة التنمية وفي المُشاركة الفاعلة لمؤسسات التعليم العالي وللباحثين إقليمياً ودولياً.

