محلل سياسي لراية: سوريا تحتاج حلولًا توافقية لا معالجات عسكرية

تتواصل التطورات الميدانية والسياسية في سوريا، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت الأحداث الأخيرة مخططة أو مجرد تفاعلات فردية في توقيت واحد.

الباحث والمحلل السياسي الدكتور عدنان نعيم يرى أن المشهد السوري تحكمه عوامل داخلية متراكمة، فيما تستثمر قوى إقليمية ودولية هذا الاحتقان بما يخدم مصالحها.

قال الباحث والمحلل السياسي الدكتور عدنان نعيم في حديث خاص لـ"رايــة" إن ما يجري في سوريا لا يمكن قراءته فقط من زاوية “المؤامرة الخارجية”، بقدر ما هو نتيجة عوامل داخلية ساهمت في حالة الاحتقان القائمة، مشيرًا إلى وجود مطالب شعبية حقيقية، لا سيما في الساحل السوري، في ظل التهميش واحتكار السلطة.

وأوضح نعيم أن 13 عامًا من الدمار والحرب تركت جراحًا عميقة في المجتمع السوري، في وقت يتعامل فيه النظام الحالي مع السلطة بعقلية فوقية واحتكارية، لافتًا إلى أن الاحتجاجات تطالب بعدم فصل المواطنين من وظائفهم، وبالمشاركة السياسية والحكم المحلي، بدل اللجوء إلى المعالجات الأمنية والعسكرية.

وأضاف أن الحلول العسكرية تؤدي إلى مزيد من الاغتيالات والقتل، وتفتح المجال أمام أطراف خارجية لاستثمار حالة الفوضى والتوتر، مؤكدًا أن سوريا تعاني انقسامات اجتماعية عميقة تفاقمت بفعل السياسات القائمة.

وأشار إلى أن مساحات واسعة من سوريا تخضع لتدخلات مباشرة، من الجولان المحتل وصولًا إلى مناطق سيطرة “قسد”، معتبرًا أن فشل دمج القوى المسلحة ضمن إطار سياسي وطني موحد يمثل معالجة خاطئة تعمق الأزمة بدل حلها.