"مدى": في يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني 88 صحفي/ة قتلوا على أيدي سلطات الاحتلال منذ مطلع العام الجاري

في يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، الذي يصادف الحادي والثلاثين من كانون الأول من كل عام، نقف إجلالا واحتراما لأرواح الصحفيين الفلسطينيين الذين ارتقوا شهداء وهم يؤدون واجبهم المهني والإنساني، دفاعاً عن الحقيقة، ونقلا لمعاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم.

يؤكد مركز "مدى" أن ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون لا يندرج في إطار "مخاطر العمل الصحفي"، بل يشكل سياسة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الصحافة، ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث قتل منذ مطلع العام 2025 (88) صحفي/ة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في ظروف مختلفة.

يجسد هذا اليوم تقديرا عميقا لتضحيات الصحفيين الفلسطينيين الذين واجهوا الاستهداف المباشر بالقتل، والإصابة، والاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، وتدمير المؤسسات الإعلامية، ومنع التغطية، ما يعد انتهاكا صريحا لاتفاقيات جنيف، ولا سيما المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول، ويشكل اعتداء مباشرا على حرية التعبير وحق الشعوب في المعرفة، كما أن هذا السلوك يرقى إلى جريمة إسكات الشهود على الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين.

يحمل  "مدى" سلطات الاحتلال المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الجرائم، ويؤكد أن استمرار استهداف الصحفيين يتم في ظل إفلات ممنهج من العقاب، تتحمل مسؤوليته أيضاً الدول التي تواصل توفير الغطاء السياسي أو العسكري أو القانوني، في مخالفة واضحة لالتزاماتها الدولية.

وعليه، نطالب بما يلي:

فتح تحقيقات دولية مستقلة وملزمة في جميع جرائم قتل واستهداف الصحفيين الفلسطينيين،

إحالة هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم تدخل في ولايتها،

توفير حماية دولية فورية وفعالة للصحفيين الفلسطينيين،

ومساءلة كل من يثبت تورطه، سواء بالارتكاب المباشر أو بالتحريض أو بالتواطؤ أو بالتستر.

كما نؤكد أن الصمت الدولي، والاكتفاء ببيانات القلق والإدانة الشكلية، لا يعد حيادا، بل تواطؤا فعليا يسهم في استمرار الجرائم ويقوّض منظومة العدالة الدولية.

في يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، نؤكد أن دماء الصحفيين/ات لن تنسى، وأن الحقيقة لا تدفن، وأن ملاحقة الجناة ستبقى واجبا قانونيا وأخلاقيا حتى تحقيق العدالة.