الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 3:57 AM
الظهر 12:42 PM
العصر 4:22 PM
المغرب 7:55 PM
العشاء 9:27 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

البلطجة مهنة تشتهر في محاربة الربيع العربي

رام الله  - خاص (شبكة راية الإعلامية)

تقرير وعود سامي مسيمي

البلطجية في مصر، الشبيحة في سوريا، المرتزقة في ليبيا واليمن، ميليشيا النظام في تونس، والشماركة في المغرب، تعددت التسميات والمعنى واحد، هي ظاهرة انتشرت بشكل كبير مع قدوم الربيع العربي، عرفها البعض بأنها نوع من التنمر والسيطرة والقوة التي تستخدم لإرهاب الاخرين والتنكيل بهم، وارتبطت بالنظام الحاكم في كل من مصر وسوريا وليبيا، واصبحت مصدرا للرعب والارهاب في تلك الدول.
وكما اشارت بعض التقارير، هم شباب تتراوح اعمارهم ما بين العشرين والاربعين، مستواهم التعليمي منعدم او منخفض، فقراء، غير مهتمين لتقاليد المجتمع، يعيشون في احياء مهمشة مثل العشوائيات.

 

"لهم دور سياسي لايستهان به، فهم رواد الثورات المضادة" حسب قول الدكتور صقر الجبالي المحاضر في قسم العلوم السياسية، جامعة النجاح والوطنية، ويتابع قوله:" البلطجة مهنة بالغة الخطورة، وكما رأينا في الثورات العربية قامت قوات الامن باستئجارهم لقتل الثوار، وخطورة ذلك تكمن في ان جهاز الشرطة يقوم بوهمهم بأنهم يقاتلون عدوا يريد الحاق فتنة وتدمير البلاد، فلا يعرفون حقيقة عملهم، وهم عبارة عن جماعات فاسده لها مصلحة ببقاء النظام، لذا نراها تستخدم كافة الوسائل المتاحة كالجمال والخيول والعصي والسكاكين والاسلحة النارية، كما حصل في ميدان التحرير".

ويؤكد الجبالي أن البلطجة ليست فقط ظاهرة عربية، بل هي ظاهرة عالمية قديمة ظهرت في اميركا، ويتابع" كانت اميركا اللاتينية من اول الدول التي ظهرت بها البلطجة وذلك قبل انهيارها، وغيرها كثيرا من الدول التي عانت من هذه الظاهرة، ولو عدنا قليلا الى الوراء، لوجدنا ان كلمة بلطجي تركية الاصل وتتكون من مقطعين "بلطة" وهي اداة للقطع والذبح، و "جي" وهي أحرف غالبا مايختم بها الاتراك كلامهم، وتعني حامل البلطة".
ويضيف الدكتور صقر"يسطتيع البلطجية ارتكاب ابشع الجرائم، فهم يعانون من مشاكل وامراض نفسية كثيرة، بالاضافة الى الفقر والتهميش والجهل، ورأينا ذلك في سوريا عندما كانوا يختطفون الاطفال والفتيات ويرجعونهم قطع واشلاء، كالحكايات الخيالية المرعبة التي كنا نسمعها في صغرنا".

 

يوم مرعب

يصف مراسل ال BBC روبرت هيز، اعتراض البلطجية لسيارته اثناء تغطيته للثورة المصرية ويقول:" بدأ ذلك اليوم بمقابلة صحفية اجريتها مع احد مستشاري الرئيس مبارك المقربين في حي مصر الجديدة، ولدى عودتنا الى مركز العاصمة حدث ما لم نكن نتوقعه، إذ ظهرت سيارة لادا حمراء الى جانب سيارتنا قرب القصر الجمهوري، كانت السيارة تحمل داخلها اربعة رجال بدناء يبدو عليهم الغضب، وكانوا يصرخون بوجوهنا طالبين منا أن نتوقف، وعندما رفض سائق سيارتنا الامتثال لأمرهم، انحرفوا بسيارتهم نحونا واجبرونا على التوقف قرب نقطة للجيش".
ويتابع هيز قوله:" ربما كنت ساذجا، إذ تنفست الصعداء عندما رأيت الجنود معتقدا انهم قد يحموننا من غضب هؤلاء والشر المتطاير من عيونهم، اذ بدا الجنود اكثر اقتناعا بروايتهم مما كانوا بروايتنا، امرنا الجنود، الذين اتضح لاحقا انهم من عناصر الحرس الجمهوري، بالترجل من سيارتنا ثم صادروا جوازات سفرنا وهواتفنا الخليوية".
ويضيف:" اخذونا الى ثكنة كتب على جدرانها ممنوع التصوير، في تلك اللحظة بدأت الامور تتخذ منحى مخيفا، فعندما ترجلنا من الشاحنة عصبت اعيننا وكبلت ايادينا بالاصفاد، وعندما قلت ان لا ضرورة لهذه الاجراءات، قام احدهم بشد الاصفاد بحيث اخذت تحفر في لحم رسغي، اخذت بعد ذلك الى زنزانة صغيرة، وامرت بالجلوس، ثم جرى استجوابي لمدة ثلاث ساعات لم يعكر صفوها سوى صوت اشبه بالصرخة جاءتنا من حجرة مجاورة، وما ان سمع احد المحققين هذه الصرخة حتى قفز واغلق المنفذ.
ويكمل هيز حديثه" لا استطيع ان اجزم ان كانت صرخة انسان، ولكن من الواضح انهم لم يكونوا راغبين بأن اطلع على كل ما كان يجري في ذلك المكان، و في الايام الاخيرة، اوردت الجماعات المصرية المدافعة عن حقوق الانسان بأن المئات من المحتجين ضد نظام مبارك قد اعتقلوا وعذبوا، و كتب غيري من الصحفيين الاجانب عن سماعهم لاصوات تعذيب اثناء احتجازهم من قبل الاجهزة المصرية، اما انا فالذي استطيع قوله بكل ثقة، هو اني لو كنت مصريا لكنت اصبت برعب شديد".
الامر الذي ربما يؤكد على العلاقة والارتباط الوثيق بين الشرطة وجهاز والامن والبلطجية -كما يرى البعض-.

سيف ذو حدين

يؤكد الدكتور صقر الجبالي على أن لجوء النظام السوري الى الشبيحة في قمع المظاهرات، كان له عدة اثار سلبية وايجابية على ارض الواقع، ويفندها على النحو التالي:

استطاع الشبيحة أن يفعلوا ما لم يستطعه النظام السوري، وذلك لما لهم من قدرة على الاندساس بين جموع المتظاهرين، وبالتالي اختطاف وقتل رموز الثورة، ونصب الكمائن لهم، الامر الذي مكنه من اسدال الستار على جرائمه، وخلق اكذوبة العصابات المسلحة.
كما وتمكنت الشبيحة من نشر الذعر والرعب في البلاد،الامرالذي قلل وبشكل ملحوظ من المظاهرات.
"وأثر سلبي، فقد اساءت هذه الممارسات الى النظام بشكل كبير واوقعته بحفرة السقوط، وكشفت للعالم عن وجهه الحقيقي".

ويسترسل د.صقر في حديثه وصولا الي ليبيا وما عرف بالمرتزقة، ويقول بأنهم كانوا أكثر ما اعتمد عليه القذافي في مقاومته للثوار، وذلك لأسباب عديدة، كان اولها انه عمد طيلة فترة حكمه الى صنع مؤسسة عسكرية ضعيفة، وذلك ايمانا منه بان وجود قوة امنية عسكرية منظمة، قد تشكل خطرا عليه بانقلاب عسكري كالذي جاء به الى السلطة عام 1969م.


ليس كل ما يرعب بلطجي

يفضل المواطن المصري عاصم علي محمد الملقب بالحمش، اطلاق تسمية الفتوة او "البدي جارد" عليه بدلا من البلطجي، ويقول:" استخدم هذا العمل للدفاع عن الحق والضعفاء، فمثلا في حال تعرضت فتاة لمعاكسة او اعتداء، ادافع عنها والقن الجاني درسا"
ويتابع حديثه الذي أدلى به في مقابلة تلفزيونية:" رفضت الاعتداء على المواطنين والمتظاهرين السلميين في ثورة 25يناير، لكن رفاقي ذهبوا واعتدوا عليهم، حيث قام الضباط ورجال الشرطة بإستئجارهم ودفع مبالغ مالية باهظة لهم مقابل هذه الاعمال، فهم لايعملون دون مقابل، وهناك اسعار محددة لهم، ويتم شراؤهم حسب حجم وقوة كل منهم".
ويضيف:" قبل خروجهم لقتل المتظاهرين والاعتداء عليهم، يقوم البلطجية بشرب الحشيش او الخمر، كي لايشعروا بألم في حال تعرضوا لاعتداء، وقد تم اسئجارهم في احداث كثيرة مثل موقعة الجمل واحداث ماسبيرو والسفارة الاسرائيلية وفي الاعتداء على اعتصامات الاقباط بهدف احداث فتنة لصالح النظام السابق".

وتشير تقارير امنية مصرية الى وجود ما يقارب ال 24 ألف بلطجي و 90 ألف مسجل خطر، ينتشرون في الشوارع حتى الان، وذلك بعد قيام رجال الشرطة بتهريبهم للإعتداء على المتظاهرين أثناء الثورة.

Loading...