الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:11 AM
الظهر 11:41 AM
العصر 2:26 PM
المغرب 4:50 PM
العشاء 6:11 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

مركز طواريء الخليل الصحي الملاذ الصحي الوحيد لستين ألف مواطن في الخليل

رام الله- شبكة راية الإعلامية:

تعيش مدينة الخليل وضعاً إستثنائياً يكاد يمتاز بالفرادة بين مدن الضفة الغربية من حيث التقسيم وتقديم الخدمات الصحية والتنموية والتعليمية، فمنذ مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في العام 1994 عمدت سلطات الاحتلال على حصار البلدة القديمة  ووضعها تحت إدارة عسكرية مباشرة ووفرت الحماية للمستوطنين اليهود الذين إستولوا على العديد من المنازل في محيط الحرم الذي صودر معظمه وباتت سلطات الاحتلال تتحكم بالصلاة والآذان فيه للمسلمين.

وفي وصفه لواقع الحال قال محافظ الخليل كامل حميد: نحن لا نتحدث عن تصنيفات ب و ج في المدينة كما هو معروف في باقي المدن، نحن نتحدث عن قسمة للمدينة فهنالك شارع مقسوم ومحل مقسوم وبيت محاصر وحاجز يمنع المواطنين من التحرك بين المنطقتين المصنفتين ب h1 و H2 وبالتالي فإن الوضع أقل ما يمكن القول عنه بأنه صعب لا سيما في ظل وجود البؤر الاستيطانية التي تنتشر في قلب المدينة حيث يشهد محيط هذه المنطقة حركة مكثفة ونشطة لجنود الاحتلال والمستوطنين بالآليات وعلى مدار الساعة وهذا أفرز خضوع أكثر من ستين ألف مواطن للإجراءات الإسرائيلية ويفرض عليهم أكثر من 102 حاجز تحد من حركتهم.
وأضاف:" المنطقة المصنفة H2 ذاتها مقسمة إلى مستووين، الأول يقع داخل البلدة القديمة وهو محاصر بالحواجز وتمنع الحركة فيه من حيث الدخول أو الخروج إلا عبر إجراءات تفتيش ومراقبة وبوابات إلكترونية، أما المستوى الثاني فيمنع فيه على السلطة الفلسطينية القيام بأي نشاط أمني وهو يتشابه مع سابقه في هذا المجال ولكنه يختلف عنه في مسألة الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الوقت الذي ينعم فيه المستوطنون بحرية الحركة والتنقل التي يحرم منها الفلسطينيون".
وأضاف حميد كذلك: "بأن هذا التقسيم تمنع بموجبه السلطة الفلسطينية ووزاراتها وبلدية الخليل من تقديم أية خدمات لسكان المنطقة، مشيراً إلى أن السلطة ومنذ دخولها الخليل عام 1997 لم تدخل هذه المناطق إلا مرتين وبتدخل دولي، واصفاً الأوضاع المعيشية للمواطنين بالصعبة حيث يتعرضون لإنتهاكات يومية تطال كافة مناحي حياتهم.
العمل الصحي تبلسم جراح وآلام سكان البلدة القديمة 
بدورها تنبهت مؤسسة لجان العمل الصحي لهذه الحالة وأخذت على عاتقها التخفيف من آلام سكانها الفلسطينيين وتعزيز صمودهم في المكان فقررت في العام 2000 الذي شهد إندلاع إنتفاضة الأقصى أن تكون بين الناس بإفتتاحها لمركز طواريء صحي في المنطقة.
وعن ذلك قال الدكتور رمزي أبو يوسف مدير منطقة الجنوب في لجان العمل الصحي: إن المركز في مبناه الجديد يقدم شهرياً ألف خدمة صحية متنوعة لسكان المنطقة الستين ألفاً والتي تخضع لإدارة الاحتلال بموجب تصنيفات أوسلو.
وأضاف: إن هذه المنطقة والتي تضم حارة أبو سنينة ومحيط الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة وجبل جوهر والسهلة ومناطق أخرى كانت لا تبعد عن مراكز تقديم الخدمات المختلفة في المدينة أكثر من خمسة دقائق ولكن اليوم يستلزم الوصول إليها بالسيارة ما بين نصف ساعة إلى ساعة بعد إغلاقها وتقطيع شوارعها ومنع السير للفلسطينيين على بعضها وهذا يعني أن أي مريض بحاجة لخدمة طبية سريعة قد يموت قبل حصوله عليها نتيجة الإعاقة في الحركة وإغلاق الشوارع من المستوطنين وجنود الاحتلال ومنع التجوال الذي طال المنطقة أكثر من سواها في الضفة الغربية.
وبحسب أبو يوسف فإنه ومنذ إفتتاح المركز بدأ بالتطور حتى وصل لمرحلة تقديم خدمات الطواريء والطب العام وعيادات التخصص وبرامج صحة المرأة ومتابعة الحوامل والطفل السليم وعيادات الأمراض المزمنة والعيون وأمراض القلب وتخصصات النسائية والولادة والأنف والأذن والحنجرة والجراحات البسيطة في الطواريء.
وعن آفاق التطوير أكد أن المؤسسة بصدد توسيع الخدمات ولكن مع الحفاظ على موقفها من أي تمويل مشروط مشيراً إلى رفض العديد من منح التمويل المشروطة، وفي هذا الصدد أوضح بأن العمل الصحي تسعى لتطوير مركز طواريء الخليل لا سيما وأنه لا يوجد مراكز أو عيادات صحية غيره في هذه المنطقة بعد إغلاق المستشفى الوحيد فيها ما جعله الملاذ الوحيد للستين ألف مواطن وبناءً عليه فإن السعي منصب لإضافة العديد من التخصصات المساندة وإفتتاح قسم للأشعة الذي وصفه بالأمر الملح والضروري معرباً عن أمله في أن يتم ذلك خلال شهرين، كما وأكد سعي مؤسسة لجان العمل الصحي للحصول على قطعة أرض لبناء مركز خاص بها في المنطقة عليها كون المبنى الحالي مستأجر.
بدوره لفت مدير المركز الدكتور طارق عمرو إلى أن المنطقة وسكانها يعانون وضعاً صحياً صعباً من خلال ملاحظاته للمراجعين وقال في هذا الصدد: نلاحظ على المراجعين وخاصةً النساء والأطفال والحوامل نقصاً واضحاً في فيتامين b12 وفقر في الدم ناجمة عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة لسكان المنطقة وهو ما يؤدي لعدم إقتدارهم على تناول وتوفير الأغذية الصحية لإرتفاع سعرها.
وأوضح أن 50% من الأطفال الذين يصلون المركز في سن 1-5 سنوات يعانون من فقر الدم عدا عن تلوث المياه التي يشربونها والتي تتسبب البؤر الاستيطانية ومخلفاتها في تلويثها.
وزاد الدكتور أبو يوسف على ذلك بالدعوة لضرورة توفير الدعم والعلاج النفسي للعديد من أطفال المنطقة من خلال إجراء مسح نفسي للوقوف على حجم المشكلة وعلاجها لا سيما وأن العديد منهم يعانون من التبول اللاإرادي والقلق والفزع في الليل.
وأردف أن المركز سجل العديد من حالات الإجهاض لدى نساء من المنطقة بسبب الخوف والاقتحامات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في المنطقة إضافةً إلى إعتداءات المستوطنين المتكررة.
الحاج صبحي الرجبي عجوز سبعيني يقطن المنطقة h2 جاء إلى المركز لتلقي علاجه والفحوصات المختلفة أثنى من جهته على العاملين فيه من حيث المهارة في تقديم العلاج وحسن التعامل مع المرضى وقال إن وجود هذا المركز في المنطقة نعمةً لنا فلولاه لتحولت حياتنا إلى جحيم، فمنذ إفتتاح لجان العمل الصحي للمركز استفاد السكان من الخدمة الصحية التي كان من الصعوبة بمكان الحصول عليها.
أما المواطنة طليعة يعقوب التي دأبت منذ أعوام على تلقي فحوصات السكري والعلاجات في المركز فتوجهت بالشكر للجان على وجود هذا المركز الذي يقدم خدماته بأسعار رمزية تخفف من أعباء العلاج على المرضى والمراجعين مطالبة بتوسيع خدماته وساعات عمله التي تمتد في المرحلة الحالية من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً.
جدير بالذكر أن المركز تعرض للعديد من الاقتحامات من قبل جيش الاحتلال وإطلاق قنابل الغاز السام أثناء تواجد المراجعين فيه خاصةً وأن المنطقة تعد من مناطق المواجهات والتماس الدائم في الخليل بحسب ما أفاد الدكتور أبو يوسف الذي قال أن المركز يستقبل منذ العام 2000 الشهداء والجرحى في المنطقة قبل نقلهم إلى مشافي الخليل المختلفة.
ومن المشاهدات الأخرى في المنطقة المصنفة h2 بموجب برتوكول الخليل الغياب الواضح لخدمات البلدية بسبب منع قوات الاحتلال الأطقم المختلفة من العمل في المكان وهو ما يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض.

Loading...