أصحاب البيوت المدمرة في حرب غزة: الاهمال عدوان يواصل تدميرنا
خاص – مكتب غزة – (شبكة راية الاعلامية)
كتب عامر أبو شباب:
الانتصار الحقيقي هو "الطبطبة" على كتف ثكالى الحرب، ولملة جراحهم وتخفيف أحزانهم، بود وعزة وكرامة، لأن المواطنين خصوصا ضحايا العدوان هم حضن المقاوم، ومادة الصمود الحقيقية.
بعد انحسار غبار الحرب ودخانها، وجدت كثير من العائلات نفسها في رحلة لجوء جديدة بين برد الشتاء القارس وحرقة البحث عن جدران منازل مؤقتة تعوض بيوتهم المدمرة.
عائلة أبو الفول فقدت بيتها الكبير الذي يحتوي (6) عائلات، ودمره الاحتلال بالكامل بكافة محتوياته المعيشية من أثاث وملابس، حيث خرجت تلك الأسر بما ترتديه من ملابس فقط.
يقول ايهاب أبو الفول أن (6) عائلات تشتت بعد قصف منزلهم خلال الحرب، فضلا عن (5) عائلات من الجيران تدمرت بيوتها جزئيا نتيجة شدة الانفجار وتناثر شظايا بيت أبو الفول المستهدف.
وأوضح أن العائلات التي أصبحت دون ملاذ تمكنت بعد أسبوع من الحرب من استئجار شقق متفرقة بمعاناة كبيرة، شقق مؤقتة خالية من كل شيء، هي عبارة عن جدران فقط بدون أثاث.
أبو الفول لم يجد حل مؤقت لوضعه، فكيف يكون الحال عندما يفكر بإعادة بناء واعمار منزله وانهاء مشكلته بشكل دائم؟
يذكر أن الاحتلال قصف منزل عائلة ابو فول بمخيم جباليا شمال قطاع غزة فجر يوم الاحد 18 نوفمبر مما ادى الى اصابة 12 مواطن.
هذه الوضع لا يخص عائلة أبو الفول، بل يتكرر مع عائلة ريان التي خرجت من بيتها تحمل هموم (7) عائلات لم تجد مبنى يأويها لا يكسوها الا ملابسها، وبشق الأنفس استئجرت العائلات منازل متفرقة دون أساسيات البيت الضرورية من كأس الماء حتى الفراش.
في حين قال المواطن علاء بعلوشة الذي وجد – بعد عناء- منزل من 60 متر بعد أن دمر منزله الجميل بكل أثاثه، ليجمع ملابس أطفاله من الجيران.
وتشير حصيلة أعمال الرصد والتحقيقات الميدانية التي أجراها مركز الميزان للخسائر والأضرار التي لحقت بالسكان وممتلكاتهم أن مئات الشقق السكنية التي لحقت بها أضرار طفيفة، بلغ عدد المنازل سكنية المدمرة (561)، من بينها (44) دمرت كلياً و(317) لحقت بها أضرار جزئية ومن بينها (69) كانت أضرارها جسيمة. كما أن من بين المنازل المدمرة (16) استهدفت بشكل مباشر، ومن بينها (7) منازل حذر سكانها بالصواريخ.
فيما قالت وزارة الأشغال في الحكومة المقالة أن أكثر من 150 وحدة سكنية هدمت كليا وما يزيد عن 7000 هدم جزئي.
الحرب بالنسبة للعائلات المدمة بيوتهم لم تنتهي، ومستمرة تقهرهم وتلطم الأمل في اعمار منازلهم، وتبقى الدموع سيدة الموقف كلما تذكروا بيوتهم الدافئة في غياب مخطط جاد وسريع لإعادتهم للحياة الطبيعية، حيث لم يحصلوا سوى على مبالغ صغيرة مكنتهم من ايجار مؤقت وتدبير عاجل.

