الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:06 AM
الظهر 11:36 AM
العصر 2:20 PM
المغرب 4:44 PM
العشاء 6:05 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

بالصور : مخيمات الفتوة ... وعسكرة التعليم في غزة


مكتب غزة – شبكة راية الاعلامية
كتب رمزي ابو جزر


قد لا يفاجئك مثل هذا الاعلان في غزة بالنظر الى حجم التطورات التي عصفت بالبنية الاجتماعية والثقافية والتربوية في القطاع بعد الانقلاب، لكن المستغرب هو ان يمنح البعض غطاء او شرعية تربوية على فكرة لم تكن جذورها تربوية في الاصل ولا تندرج في اطار استراتيجية النهضة بواقع التعليم في القطاع، بل استجابة لأيديولوجيا العسكرة والتجييش التي يجري تكريسها داخل المجتمع الغزي، والتي لم تسلم منها العملة التعليمية بدا من قرارات فرض الحجاب او الزي المحتشم وليس انتهاء بفرض التدريب العسكري على طلاب المدارس
فمخيمات الفتوة التي اعلنت عنها وزارة التربية  والتعليم في الحكومة المقالة بهدف ما اسمته انشاء جيل قوي قادر على تحمل اعباء المواجهة مع الاحتلال، اثارت جدلا واسعا في الاوساط التربوية، ما بين رافض اعتبرها كلمة حق اريد بها باطل، ومتحفظ رأى ان ثمة بدائل اكثر فاعلية، ومؤيد وجدها حاجة ملحة، وهو الامر الذى خلف هذه المرة انقساما اثار الكثير من التساؤلات حول طبيعة وجدوى الفكرة في ظل واقع تربوي بحاجة الى فتوة عقلية لاستنهاضه .
خلفيات الفكرة بحسب دعاتها تنطلق من على ارضية المقاومة ، باعتبار ان الشعب الفلسطيني لا يزال يرزخ تحت نير الاحتلال الاسرائيلي ، الامر الذى يتطلب اعداد جيل من الفتية مدرب على الفنون القتالية وقادر على حمل السلاح ، اذا تطلب الامر لخوض أي مواجهة باتت محتملة في غزة , برنامج الفتوة يطبق على طلبة الثانوية العامة ويكون الاشتراك فيه اختياريا بعد موافقة الوالدين ، اما الجهة الموكلة بالتدريب فهي كتائب القسام .


عسكرة التعليم ....وتداعياته التربوية والنفسية
المدرس رامز حسنين قال ان الخطوة لا تمت للتربية او التعليم بأي صلة وهي محاولة واضحة لعسكرة التعليم في القطاع .
واعتبر حسنين ان الفكرة لم تكن حكيمة فهي تعرض الجمع للخطر في ظل عدو يبحث عن المبررات للعدوان وتنفيذ الجرائم بحق ابناء شعبنا خاصة وان هذه التدريبات تجري بشكل عسكري بحت وبرعاية كتائب القسام وهو ما يزيد من احتمالات الخطر .  
اخرون وجدوا للبرنامج انعكاسات نفسية خطيرة ، المدرس إبراهيم عوض وهو مرشد تربوي ونفسي في احد المدراس، اعرب عن مخافة الجدية من انعكاسات البرنامج النفسية على الطلاب وما قد يخلفه من تداعيات غير محمود عواقبها على العملية التربوية الامر الذى قد يزيد من احتمالات ومستويات العنف في مجتمع يعاني اصلا من تدمير ممنهج بسبب الحروب ومخلفاتها النفسية على الانسان الغزي  .
والد احد الطلاب اكد انه رفض انضمام ابنه الى هذا البرنامج لما ينطوي عليه من مخاطر خاصة ان التدريبات التي تجري هي عسكرية ولا توجد ضمانات فعلية على حياة الطلاب المشاركين كما انها تعطي طابعا تنظيما مسبقا .
واضاف انه يرفض فكرة ان يظهر الطلاب الفلسطينيين امام العالم على انهم مسلحين وهذا ما سيروج له الاحتلال على ان طلبة فلسطين مجموعة من الارهابيين .
هذه المخاوف اعترف بها وزير التربية والتعليم في الحكومة المقالة اسامة المزيني عندما اكد أن وزارته تخوفت في بداية المشروع من قصف المدارس واستهداف الاحتلال لمؤسساتنا، لكنه اصر على المضي في المشرع بغض النظر عن النتائج .


انقسام بين السياسي والتربوي
لكن هناك من ذهب الى ابعد من ذلك في قراءته للموضوع  خاصة في ظل بيئة مسيسة من راسها الى اخمص قدميها وفي ظل انقسام يطغي على مجمل الواقع الفلسطيني فهناك من اعتبر ان الفكرة جري تطبيقها بشكل  يتنافى والسلوكيات والمعايير التربوية ، فخطوة مثل هذه قد تثير الكثير من اللغط حول البرنامج وأهدافه وتدخل العملية التربوية برمتها في دائرة الريبة والشك 
محمد خليل وهو مدرس ثانوي قال ان هناك العديد من البدائل التي يمكن اللجوء اليها حتي لا ينعكس هذا التطور سلبيا على العملية التعليمية اذا كانت هناك حاجة فعلية لتطبيقه على الارض خاصة ان حركة حماس هي من تسيطر على القطاع .
واضاف خليل ان برنامج الكشافة في المدارس هو البديل التربوي والمنطقي والمقبول لدي الجميع بدلا من مخيمات الفتوة وحالة التعبئة التي يجري تلقينها للطلاب على قاعدة الحزب الواحد.
الطالب نضال منتصر طالب ثانوي في الفرع العلمي اكد ان البرنامج لا ينطوي على اهمية كبري بالنسبة له فسلاح العلم والمعرفة اكثر مقدرة على التصدي لأى احتلال واي عدوان
واضاف منتصر ان الخلل في الميزان مع الاحتلال ليس عسكريا بل معرفيا في جذوره 
اخرون لم يشاركوا البقية الراي، فاعتبروا ان الفكرة تنطوي على اهمية وفائدة كبيرة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان اسرائيلي لا يستثنى احد ، وهي تعكس تمسك الفلسطيني  بحقة في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل .
الطالب فؤاد المغير 18 عاما اعتبر ان البرنامج اكسبه مهارات قتالية كبيرة ، حيث اصبح قادرا على استخدام السلاح وهو لم يكن في البداية لدية ادني معلومات عن كيفية استخدامه
واضاف فؤاد ، ان حماية الارض يتطلب الاستعداد دائما لمواجهة الاحتلال اذا تطلب الامر


كل شيء هنا ينطق بلسان سياسي مبين لدرجة تشعرك ان الانقسام تحول الى خاصية اجتماعية في غزة ليس الا .. فالفكرة هنا وان حملها البعض وزر النوايا الا انها تبقي في هذا الواقع قابلة للشك والطعن في ظل حالة الاصطفاف والتمحور التي تضرب الكل الفلسطيني .

Loading...