العلاقة بين حماس ومصر .. معضلة الأمن والجغرافيا
مكتب غزة – شبكة راية الإعلامية
كتب رمزي أبو جزر
ما يحدث في غزة يقرءا في مصر والعكس صحيح ،هذه المقولة للدلالة على حجم وعمق العلاقة بين الجانبين والتي تتجاوز بحكم التاريخ والدم حدود المكان أو الجغرافيا وهي العلاقة التي لم تنل منها التحولات الأخيرة التي عصفت بمصر وأدت إلى تغيرات بنيوية كبيرة تحت ما بات يعرف بالربيع العربي ، فقد احتفظت مصر بدورها كحاضنة سياسية وإنسانية واقتصادية لقطاع غزة ، هذه العلاقة لم تخرج. في يومها عن هذا الطور رغم محاولات البعض استمالة الواقع الناشئ وإخضاعه لاعتبارات الايدولوجيا المشتركة مع الأخوان المسلمين بعد صعودهم إلى المشهد السياسي المصري لكن التوازنات كانت اكبر بكثير من الرغبات .
هذا الانفتاح والتقارب مع غزة وحركة حماس لن يكون وبحسب المصريين على حساب مصالح وامن مصر ، حتي وان بالغ البعض في رهاناته على حجم التغيير الحاصل هناك وهو ما اتضح على وقع الاتهامات التي بدت تسوقها بعض الأطراف في مصر حول دور حركة حماس والتي تجاوزت حد الاتهام إلى الحديث عن الشراكة في مؤامرة على مصر .
هذه الاتهامات وان لم يكن ما يدعمها من حقائق قطعية على الأرض الا أن البعض يؤكد أن الأنفاق المنتشرة على طول الحدود كانت سببا رئيسا في تدهور الأوضاع داخل سيناء ، وهي التصريحات اعتبرها الكثيرين محاولة للنيل من العلاقة مع مصر عبر تصوير قطاع غزة كتهديد امني على امن مصر .
حماس تنفي وتؤكد على عمق العلاقة
حركة حماس التي كانت المستهدف الأبرز من هذه الاتهامات بحكم سيطرتها على قطاع غزة نفت وبشكل مطلق وفي أكثر من مناسبة هذه الاتهامات واعتبرتها محاولة للنيل من علاقة الحركة بمصر وجماعة الأخوان المسلمين .
نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق نفى ما تردد بشأن وجود عناصر مسلحة تابعة للحركة في مصر من أجل مساندة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في وجه احتجاجات شعبية واسعة.
وقال أبو مرزوق إن "هناك من يحاول تشويه صورة الحركة. ودور حماس يقتصر على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
لكن أوساط مصرية تحدثت عن سوابق للحركة داخل مصر خاصة في منطقة سيناء والتي فقد فيها النظام سيطرته الأمنية وان ثمة مجموعات أو أفراد يتبعون للحركة تم اعتقالهم لدخولهم الأراضي المصرية بشكل غير شرعي عبر الأنفاق .بالإضافة الى عمليات تهريب السلاح التي تجري عبر الحدود وتمس بالأمن المصري .
محاولات تفجير العلاقة بين غزة ومصر
محاولة تفجير العلاقة بين غزة ومصر عبر ربطها بحركة حماس على اعتبار أنها تسيطر على القطاع بشكل كامل تخطت في أبعادها موضوع الأمن للحديث عن مؤامرة سياسية اكبر تحدث عنها النائب السابق بمجلس الشعب المصري المهندس محمد البدرشينى، والذي اتهم الأخوان المسلمين في مصر بالعمل منذ توليها السلطة للسير في تنفيذ المخطط الاسرائيلي «غزة الكبرى»، ويستهدف استقطاع 720 كيلو متراً من أراض سيناء لنقل الفلسطينيين إليها ومبادلتها مع أراضٍ من صحراء النقب.
هذه التحذيرات لم يطلقها المصريين فحسب بل حذرت أقطاب سياسية داخل السلطة الفلسطينية من مشروع سياسي يجري التحضير له لفصل قطاع غزة عن الوطن عبر ربطه اقتصاديا بمصر تمهيدا لإقامة دولة غزة .
حيث حذرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوى، من نجاح إسرائيل في مساعيها الرامية إلى تقليص مسئولياتها تجاه قطاع غزة، ونقلها إلى مصر، بما يسمح لها تكريس مشروع فصل الأراضي الفلسطينية.
الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية والسياسية بالأهرام محمد جمعة أكد،أن "تصحيح مسار القضية الفلسطينية والمصالحة هي السبيل الوحيد لإقامة منطقة حرة بين مصر وغزة،لأن الاتفاقات تكون بين الدول وليس بين دولة وفصيل معين"
وأضاف جمعة أنه يجب ألا نندفع إلى تنفيذ المخطط الإسرائيلي بتصدير المشكلة الفلسطينية إلي مصر، وبناء عليه يجب ضمان وحدة المصير الفلسطيني وشمول الاتفاقات الضفة وغزة وعدم التماهي مع المخططات الإسرائيلية بفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية".
مخاوف المصريين من مخطط تديره حركة حماس بالاتفاق مع السلطة السياسية في مصر والتي يمثلها الأخوان المسلمين بدا اليوم يثير الكثير من الشكوك فالحركة التي تسيطر على القطاع وتستخدم الأراضي المصرية لكسر الحصار المفروض عليها عبر استغلالها وضع سيناء الاستثنائي والوضع الأمني الداخلي يجعل من هذه الاتهامات مقبولة في ظل بقاء الواقع الراهن على ما هو عليه

